أمن
الحكومة الهندية تتخذ إجراءات استباقية لمنع تنظيم داعش من ترسيخ جذوره
تأتي ملاحقة الهند لعناصر تنظيم داعش ومحاكمتهم في الوقت الذي تتخذ فيه دول في مختلف أنحاء العالم نهجا صارما لتفكيك التنظيم.
![عناصر من وكالة التحقيقات الوطنية الهندية يتفقدون موقع انفجار في وسط دلهي في 30 كانون الثاني/يناير 2021. [بيال باتاتشارجي/تايمز أوف إنديا عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/04/12/49961-nia-team-delhi-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
تشن السلطات الهندية حملة صارمة لملاحقة عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مختلف أنحاء البلاد، في محاولة للقضاء على أيديولوجية التنظيم المتطرفة العنيفة وحرمانها من إيجاد ملاذ آمن في البلاد.
وفي كانون الثاني/يناير، نفذت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية مداهمات في 16 موقعا في ولاية تاميل نادو على خلفية قضية تطرف مرتبطة بتنظيم داعش، حسبما ذكرت وكالة أنباء العالم الواحد (وي أون).
وتأتي العملية التي تهدف إلى منع المزيد من الأنشطة والهجمات الإرهابية المرتبطة بداعش، في الوقت الذي أجرت فيه وكالة التحقيقات الوطنية الهندية وهي وكالة إنفاذ القانون وتركز على مكافحة الإرهاب تحقيقا أوسع نطاقا في شبكة داعش بالهند، على حد قولها.
وجاء ذلك أيضا في ظل نشر وسائل الإعلام الموالية لداعش ملصقات تهدد بشن هجمات على الكنائس والمتنزهات في الهند، حسبما أفاد معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط في 10 شباط/فبراير.
وفي إشارة أخرى إلى أن السلطات الهندية ستضمن محاسبة عناصر داعش على أفعالهم، رفضت محكمة في مومباي في 29 آذار/مارس طلب الإفراج بكفالة عن أحد مؤيدي التنظيم الذي تم القبض عليه عام 2023.
وكان زبير نور محمد شيخ الذي ألقي القبض عليه مع 5 آخرين بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش ونشر أيديولوجيته، قد طلب الإفراج عنه بكفالة على أساس عدم وجود أدلة تثبت أنه كان عضوا في التنظيم.
ولكن عارضت وكالة التحقيقات الوطنية الهندية ذريعته، قائلة إن هناك "أدلة بينها رسائل نصية وبيان شاهد محمي أظهر تواطؤه"، حسبما ذكرت وكالة إكسبريس الإخبارية.
مكافحة التطرف عبر الإنترنت
هذا وكتبت ناتالي تيسيمر لصحيفة ذي ديبلومات "حاول تنظيم داعش زرع بذور التوتر في الهند في حزيران/يونيو 2014 من خلال إدراج الهند على خريطة الخلافة التي يخطط لها".
وأضافت أنه "بعد 6 أشهر، عيّن تنظيم داعش القائد السابق لحركة طالبان باكستان حافظ سعيد خان واليا لـ ’ولاية خراسان‛ التي تضم الهند".
وفي كانون الأول/ديسمبر 2014، حظرت الهند داعش بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية لعام 1967 وألقت القبض في الشهر نفسه على مهدي مسرور بيسواس وهو مسؤول أحد أكثر حسابات داعش انتشارا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي الفترة نفسها تقريبا أطلق مكتب الاستخبارات الهندي عملية شوكرافيوه للرد على التهديد المتزايد عبر الإنترنت، حسبما ذكر موقع وان إنديا.
وذكرت صحيفة تايمز أوف إنديا أنه خلال مداهمات كانون الثاني/يناير في ولاية تاميل نادو، أوقفت وكالة وكالة التحقيقات الوطنية شخصا في تشيناي بتهمة تجنيد الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أن الوكالة تُجري تحقيقات نشطة في قضايا تجنيد الشباب والتطرف المرتبطة بتنظيم داعش في مختلف الولايات الهندية.
وتعمل الهند جاهدةً على مكافحة التطرف عبر الإنترنت، بالتنسيق مع جهود الدول الأخرى.
ووفقًا لوزارة الخارجية الأميركية، عززت الهند التعاون متعدد الأطراف في مكافحة الإرهاب من خلال أدوار قيادية في هيئات إقليمية ودولية مثل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب.
وكتب الباحث كبير تانيجا في ورقة بحثية نشرتها مؤسسة أوبزرفر للأبحاث في تموز/يوليو 2018 "كان الإنترنت المحرك الرئيس لعملية التطرف وشكّل ذلك توجها عالميا".
وتابع "تبقى شبكة الإنترنت الوسيلة الرئيسية للترويج للأنشطة المؤيدة لتنظيم داعش، وستبقى كذلك حتى بعد ’الهزيمة‘ الكاملة للدولة الإسلامية المزعومة".
وأضاف أن "بناء القدرات اللازمة لمواجهة ذلك يشكل التحدي الأكبر أمام الهند وجنوب آسيا وبقية العالم مجتمعين. لم يعد الأمر يقتصر على داعش، بل بات يتعلق أيضا بالتوجهات الجديدة في الإرهاب التي سيقلدها آخرون في المستقبل".
جيد
*التعلقت