أمن

تداعيات سلبية للأداء السيء لأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المصنوعة بروسيا

فشلت أنظمة الدفاع الجوي إس-300 الروسية الصنع في أداء مهامها عندما شنت إسرائيل ضربات انتقامية على إيران، فتُركت البلاد عرضة لهجمات مستقبلية.

جنود روس يؤمنون الحراسة بالقرب من آليات إطلاق نظام الدفاع الجوي إس-400 تريومف في معرض عسكري خارج موسكو بتاريخ 13 آب/أغسطس 2014. [كيريل كودريافتسيف/وكالة الصحافة الفرنسية]
جنود روس يؤمنون الحراسة بالقرب من آليات إطلاق نظام الدفاع الجوي إس-400 تريومف في معرض عسكري خارج موسكو بتاريخ 13 آب/أغسطس 2014. [كيريل كودريافتسيف/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

أدت الضربات التي نفذتها إسرائيل في 26 تشرين الأول/أكتوبر على مواقع عسكرية للنظام الإيراني إلى تدمير أنظمة الدفاع الجوي إس-300 الروسية الصنع، وذلك في أحدث مؤشر على أن العتاد الحربي الروسي الذي يتم التباهي به في معارض الأسلحة له أداء سيء على أرض الواقع.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الضربات التي نفذت انتقاما من هجوم إيراني شُن في 1 تشرين الأول/أكتوبر، "استهدفت القدرات الدفاعية لإيران وإنتاجها الصاروخي".

وكانت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية قد أسقطت معظم الصواريخ الإيرانية في 1 تشرين الأول/أكتوبر.

لكن الدفاعات الإيرانية كانت أقل نجاحا في صد الرد الانتقامي الذي نفذ في 26 تشرين الأول/أكتوبر.

فقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لصحيفة وول ستريت جورنال إن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية المصنوعة في روسيا لم تتصد إلا للقليل من الصواريخ التي أطلقتها مائة مقاتلة إسرائيلية.

وتم تدمير أنظمة الدفاع الجوي الثلاثة من طراز إس-300 التابعة لإيران.

وكانت إسرائيل قد استهدفت في وقت سابق من العام الجاري نظام إس-300 الآخر الوحيد في إيران.

وفي هذا السياق، قال مدير برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية جوست هيلترمان إن استعراض القوة الإسرائيلي ترك إيران أضعف من قبل.

وذكر لوكالة الصحافة الفرنسية أن "أهمية مهاجمة الدفاعات الجوية الإيرانية تكمن في أن إيران ستكون في أية جولة تالية غير محمية إلى حد كبير".

وأشار موقع ذي وور زون إلى أن نظام إس-300 يمكن أن يشكل تهديدا مهما، لا سيما في حال تم استخدامه ضمن نظام دفاع جوي متعدد الطبقات.

وكانت إيران تملك إس-300بي إم يو-2 فافوريت، وهي إحدى النسخ الأحدث التي تم طرحها في العام 1997. لكن أنظمة إس-300 الأحدث لها مدى يبلغ 350 كيلومترا، بحسب وسائل الإعلام الروسية.

وجاءت ضربات إسرائيل في ظل قيام القوات الأوكرانية التي تقاتل روسيا بتنفيذ هجمات مماثلة على أنظمة الدفاع الجوي الروسية. وأوردت صحيفة وول ستريت جورنال أن كييف ضربت أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطورا طراز إس-400، بما في ذلك في الفترة الممتدة بين أيار/مايو وآب/أغسطس.

يُذكر أن حلفاء موسكو، بما في ذلك الصين وبيلاروسيا، وأبرز عملائها في مبيعات الأسلحة، بما في ذلك الهند وفيتنام والجزائر، يستخدمون منظومات إس-300 وإس-400 على حد سواء.

ثقة مفقودة

ومنذ بدء الغزو الشامل لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، فقدت روسيا أكثر من 9000 دبابة و18 ألف آلية قتالية مدرعة و19900 نظام مدفعية و369 طائرة، بحسب رئيس الأركان الأوكراني.

وقال إيان ستوري الباحث في معهد ‏‏يوسف إسحاق للأبحاث في سنغافورة للصحيفة إن الغزو "شكّل كارثة علاقات عامة لقطاع الدفاع [الروسي]".

وأضاف أن "عملاء روسيا التقليديين فقدوا الثقة في القطاع الدفاعي للبلاد ويبحثون عن موردين جدد".

هذا وتراجعت صادرات الأسلحة الروسية بشكل ملحوظ منذ شباط/فبراير 2022، مع استخدام روسيا كل قطعة معدات تستطيع إنتاجها.

وانهارت الصادرات العام الماضي بنسبة 52 في المائة مقارنة بالعام 2022، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام واستنادا إلى حساباته الخاصة لقيم التصدير.

وجاء في تقرير نشره المعهد في آذار/مارس أن العدد المنخفض للطلبات المعلقة "يشير إلى أن صادرات الأسلحة الروسية ستبقى على الأرجح على مستوى أقل بكثير مما تم تسجيله بين 2014 و2018، وذلك على المدى القصير على أقل تقدير".

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *