نهاد طوباليان | 2024-07-31

بيروت -- بوصفه الذراع الأول للنظام الإيراني، يتلقى حزب الله منذ عقود الأسلحة بسخاء، وهي تتدفق إليه برا وجوا وبحرا قادمة من الجمهورية الإسلامية حتى مع تصاعد التوترات الإقليمية.

وأوردت صحيفة واشنطن بوست يوم 10 تموز/يوليو أن حزب الله "تلقى شحنات ضخمة من الصواريخ والمسيرات من إيران، وهي الجهة الداعمة الرئيسة له، وأنه بدأ مؤخرا في إنتاج أسلحته بنفسه".

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قد أعلن عام 2022 أن الحزب يقوم بتصنيع مسيراته الخاصة في لبنان.

وقالت المحللة المساعدة في شركة كونترول ريسكس للاستشارات، دينا عرقجي، إنه منذ نهاية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1990 التي احتفظ حزب الله بعدها بأسلحته بصورة قانونية، عمل الحزب "بقوة على توسيع حجم ترسانته ونوعيتها".

كدّس الحزب ما يقدر بين 130 ألف و150 ألف صاروخ، بينها صواريخ موجهة وغير موجهة وصواريخ بالستية وصواريخ مضادة للسفن، إلى جانب المسيرات الانتحارية.

وصرحت عرقجي لوكالة الصحافة الفرنسية أن الحزب "قد حصل على أسلحة أكثر تطورا، لا سيما الصواريخ دقيقة التوجيه".

من جانبه، قال المحلل العسكري خليل الحلو لموقع الفاصل إن حزب الله لديه صواريخ بالستية إيرانية لم يستخدمها بعد، ومنها الصواريخ من طراز فاتح 110.

وأضاف أن الحزب يمتلك كذلك المسيرات الهجومية من طراز شاهد 136 ومسيرات إيرانية أخرى، إلى جانب صواريخ روسية مضادة للسفن من طراز يخونت وصواريخ صينية من طراز سيلكورم.

وأوضح معارض مطلع على ترسانة حزب الله لموقع الفاصل أن الحزب الذي تدعمه إيران "يمتلك آلاف المسيرات الصغيرة الاستطلاعية والهجومية محلية الصنع".

وقال إن لديه أيضا "مسيرات كبيرة قادرة على حمل صاروخين من نوع الماس 3، كمسيرة شاهد ومرصاد الإيرانيتين".

وبالنسبة لصواريخ ألماس الإيرانية الصنع، أوضح الحلو أنها نسخة من صواريخ كورنيت الروسية. "أما صواريخ زلزال والفالق وبركان، فهي إيرانية الصنع أيضا، في حين أن المسيرات التي يطلقها الحزب فهي من صناعته بتقنيات إيرانية".

تكديس الأسلحة

في هذا السياق، أكد المسؤول البارز في حزب الله نواف الموسوي لقناة الميادين، وهي محطة إخبارية موالية لإيران يقع مقرها في بيروت، إن حزب الله يحصل على المسيرات منذ فترة ورفع من وتيرة تكديس الأسلحة لديه.

وأوضح أن الكمية التي كان الحزب "معتادا على تسليمها لمرافقه التخزينية في نصف عام يتم الآن تسليمها في غضون شهر واحد"، بحسب ما ذكرته مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في تحليل صدر في 26 آذار/مارس.

وقالت المؤسسة إن ذلك يظهر أن حزب الله "مستمر في بناء مرافق تخزين جديدة واستقدام صواريخ جديدة".

وأشار الموسوي إلى أن حزب الله لديه "أسلحة جديدة"، وأن هذه الأسلحة، بما فيها الصواريخ، أصبحت أكثر دقة ويمكن استخدامها برا وبحرا.

لكن "لا يمكن القول أن لدى حزب الله أسلحة جديدة"، حسبما أشار الحلو، موضحا أن الجديد بالنسبة للحزب هو استخدامه مؤخرا وللمرة الأولى مسيرة يمتلكها تطلق صواريخ إس-5.