سماح عبد الفتاح | 2024-06-11

قال خبراء إن هناك تراجع ملحوظ في العلاقات بين النظامين الإيراني والسوري نتيجة التغيرات الإقليمية والدولية على كافة الأصعدة.

ويعود سبب ذلك جزئيا للمال. فتحتاج سوريا إلى الأموال لتغطية تكلفة إعادة الإعمار، بينما حليفتها التقليدية إيران تعاني من مشاكل اقتصادية كبيرة.

وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار إن السياسة تلعب أيضا دورا في هذا الموضوع. فيعي النظام السوري أنه إذا ما قرر الانجرار للحرب بين إسرائيل وحماس إلى جانب "محور المقاومة" المزعوم التابع لإيران، فسيواجه عواقب وخيمة.

وأضاف في حديث للفاصل "إنه غير قادر لا ماديا ولا لوجستيا ولا عسكريا على خوض هكذا مغامرة ستدمر ما تبقى من مؤسساته بل حتى قد تقضي عليه بشكل نهائي"

وتابع أن الدعم الذي كانت سوريا تتلقاه من إيران وروسيا أصبح تقريبا من الماضي، وذلك بسبب تخبط الدولتين في حروب وأزمات سياسية واقتصادية تمنعهما من تقديم أي دعم مفيد لسوريا.

وفي هذه الأثناء، تعد دول الخليج في وضع أفضل لمساعدة سوريا.

ولكن أوضح بكار أن أية مساعدة من دول الخليج ستكون مشروطة بجملة من الأمور، منها التزام سوريا بعملية السلام وعدم انجرارها لأي نوع من الحروب بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وحماس.

وذكر أن "دول الخليج تفضل لغة السلام في الوقت الحالي".

وتابع أن الابتعاد عن الحضن الإيراني يعد أيضا شرطا غير معلن لعودة العلاقات السورية-الخليجية وتقديم مساعدات إعادة الإعمار.

وبدوره، قال الباحث في الشؤون الإيرانية شيار تركو للفاصل إن مفاتيح السلام والأمن والاستقرار مرتبطة إلى حد كبير بفصل الحرس الثوري الإيراني عن أذرعه، وهو ما يحدث على الأرض فعليا.

وفي سوريا، يشير هذا التحول إلى أن اعتماد البلاد على إيران آخذ في الانحسار.