جنى المصري | 2024-06-10

القاهرة - قال خبراء إن قرار الحكومة المصرية برفع سعر الخبز للمرة الأولى منذ 30 عاما لا يحظى بشعبية ولكنه ضروري، وذلك نظرًا للارتفاع المذهل في سعر القمح.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة عين شمس شاهر عبد الله "أن قرار رفع الدعم الجزئي عن مادة الخبز وزيادة سعر ربطة الخبز لم يكن قرارا مفاجئا على الإطلاق"، مشيرا إلى أن خبراء الاقتصاد كانوا يتوقعون ذلك.

وأضاف في حديث للفاصل أنه وسط كل التحليلات والتفسيرات والتصريحات عن سبب رفع سعر الخبز بنسبة تصل إلى 300 في المائة، غفل كثيرون عن السبب الرئيسي لذلك "لكن هذا ما آلت اليه نتائج أعمال روسيا".

وأوضح أنه بما أن مصر تعد من أكبر الدول المستوردة للقمح، "فكان من الطبيعي أن تتأثر الميزانية المصرية بهذه الزيادات والتي أدت إلى وضع الحكومة بموقف محرج بسبب ارتفاع نسبة الدعم".

وتابع قائلا إنه "قبل الأزمة الأوكرانية كانت تكلفة إنتاج ربطة الخبز الواحدة (خمسة أرغفة) لا تتجاوز 65 قرشًا، وكانت الحكومة تبيعها بـ 5 قروش".

وذكر أنه "بعد الحرب الأوكرانية وصلت تكلفة [الإنتاج] إلى 125 قرشا وكانت الحكومة لا تزال تبيع الخبز طوال الفترة الماضية بالسعر نفسه. وحتى بعد رفع السعر، كانت ربطة الخبز الواحدة مدعومة بما لا يقل عن 105 قروش."

وأشار إلى أن مصر تنتج سنويا حوالي مائة مليار ربطة خبز مدعومة، وهي متوفرة للشراء لأصحاب 23 مليون بطاقة تموينية.

وهناك حوالي 70 مليون شخص يستفيدون من الخبز المدعوم بصورة مباشرة.

وقت عصيب

وفي هذا السياق، قال رجب عبد النبي وهو صاحب أحد الأفران في القاهرة لموقع الفاصل إنه كان يتوقع ردود فعل غاضبة من العملاء بعد رفع سعر الخبز المدعوم من 5 قروش إلى 20 قرشا.

ولكنه قال "إن الناس على دراية بالأزمات العالمية المتتالية وخصوصا الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها التي أدت الى رفع الأسعار على جميع المنتجات وليس فقط سعر القمح".

ولفت إلى مشكلة أخرى وهي "الهدر الكبير" في الخبز المدعوم، حيث أن الناس يميلون لشراء خبز أكثر من حاجتهم الفعلية لمجرد أن سعره متدن.

وأوضح أن "مصير الكميات الإضافية هو إما رميها أو تجميعها وبيعها إلى اصحاب محلات العلاقة التي تقوم بإعادة تدويرها وتحويلها إلى علف للطيور الداجنة"، لافتا إلى أن هذا أمر شائع في مختلف أنحاء القاهرة.

وأكد عبد النبي أن قرار رفع الدعم جزئيا "يعتبر جريئا جدا لكنه يأتي في وقت عصيب على الحكومة والمواطن على حد سواء".