أمن
وكلاء إيران يعززون وجودهم على طول الحدود الأردنية
فشلت خطط إيران لزعزعة استقرار الأردن حتى الآن، ويعود ذلك إلى الجهود المستمرة التي تبذلها قوات الأمن الأردنية للتصدي لها.
أنس البار |
قالت مصادر محلية أردنية إن الميليشيات التابعة لإيران عززت وجودها على طول الحدود السورية مع الأردن في محاولة واضحة للتهويل على المملكة وزعزعة استقرارها.
وفي شهر أيار/مايو الفائت، انتقل من دمشق إلى جنوبي سوريا نحو 1200 جندي سوري وعنصر ميليشياوي من لواء فاطميون ولواء زينبيون الخاضعين لسيطرة الحرس الثوري الإيراني.
وعبر مائة عنصر غيرهم من ميليشيا حركة النجباء العراقية المدعومة من إيران من العراق إلى سوريا عبر منفذ السكك في الهري قبل أن يتم نشرهم لاحقا في السويداء، وفق موقع عين الفرات الإلكتروني.
ويقدر الموقع العدد الإجمالي للمقاتلين المنتشرين في المنطقة الواقعة بين شرق السويداء وحوض اليرموك في درعا بالآلاف.
وذكر مركز جسور للدراسات في تقرير صدر في 24 تشرين الثاني/نوفمبر أن حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني لديهما 82 موقعا عسكريا في هذه المنطقة.
وجاء في التقرير أن وكلاء إيران في المنطقة يديرون عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات إلى الأردن ومنه إلى دول أخرى، ويعملون على حماية مستودعات الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي الإيرانية وينفذون مهام استطلاع وتجسس.
وفي منتصف شهر أيار/مايو، أعلنت المملكة أنها ضبطت أسلحة كانت الجماعات المدعومة من إيران في سوريا ترسلها إلى خلية متطرفة داخل الأردن.
ووصفت مصادر أردنية عملية التهريب بأنها "مؤامرة" تهدف إلى زعزعة استقرار المملكة.
هذا وتعمل المملكة أيضا على التصدي لخطط الجماعات الإيرانية لاستخدام أراضيها كمخزن وممر رئيسي للمخدرات المهربة من سوريا.
وأحبطت الجمارك الأردنية محاولة لتهريب 800 ألف حبة كبتاغون إلى المملكة عبر معبر جابر مع سوريا، بحسب بيان صدر في 8 أيار/مايو.
’ضغوط واستفزازات‘
ودأبت إيران على بذل جهود متواصلة لتقويض أمن الأردن، حسبما قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين للفاصل.
وأضاف أنه على الرغم من ذلك، "لا تزال المملكة تنأى بنفسها بعيدا عن استراتيجية ولاية الفقيه والمحور الإيراني".
وذكر أن إيران تخطط لتهديد أمن الأردن وسيادته "عبر نقل الأسلحة الإيرانية إلى جهات وتنظيمات متطرفة في المملكة هدفها تقويض الاستقرار وتصعيد الصراعات".
وأكد أن تلك الخطط باءت حتى الآن بالفشل نتيجة جهود القوات الأمنية الأردنية المستمرة للتصدي بحزم لأنشطة الجماعات الإيرانية.
وأضاف أن "نشر المزيد من الميليشيات المسلحة المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في جنوب سوريا وقرب الحدود مع الأردن تندرج ضمن تلك الضغوطات والاستفزازات".
ولفت إلى تصريحات سابقة أدلى بها قادة الميليشيات بشأن استعدادهم لتسليح آلاف المقاتلين في الأردن، وهو ما "يعكس بوضوح الأهداف الإيرانية لإثارة المشاكل والفوضى بالشرق الأوسط".
وشدد على أن النظام الإيراني يسعى إلى "تفكيك الدول وإحكام الهيمنة عليها سياسيا وعسكريا واقتصاديا".
جيد