عدالة
مشاهد عبر الإنترنت تظهر تهليل المتصيدين الروس والإيرانيين لفظائع حماس
شهدت شبكة الإنترنت تضخيما لسرديات حماس المرتبطة بالعنف والفوضى، إذ ʼيتم نشرها بصورة ممنهجة من قبل المتصيدين الإيرانيين والروس وتحظى بدعم وسائل الإعلام الحكوميةʻ.
![حائط ملطخ بالدم في مركز للشرطة الإسرائيلية في سديروت، بعد تضرره خلال معارك لطرد مسلحي حماس الذين كانوا متمركزين داخله يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر. [رونالدو شميت/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2023/10/11/44468-blood-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
اعتبر محللون أن بث مقتل جدة مباشرة على الهواء أو إعلانات المسلحين الموجهة للإسرائيليين بشأن مقتل أقاربهم أو مقاطع فيديو مهينة للرهائن، تظهر تصميم حركة حماس على استخدام الدعاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى جانب العنف، مضيفين أن المتصيدين الروس والإيرانيين يدعمون جهود الجماعة المسلحة.
لم تتلق مور بايدر صباح 7 تشرين الأول/أكتوبر الاتصال اليومي الذي تجريه معها جدتها لتسألها عما إذا كانت قد استيقظت.
وكتبت بايدر على موقع فيسبوك أنه بدلا من المكالمة المنتظرة، اكتشفت عملية "القتل الوحشي" الذي ذهبت جدتها ضحيتها أثناء هجوم حماس على قرية متاخمة لقطاع غزة من خلال منشور على شبكة التواصل الاجتماعي نفسها.
وقالت "لقد اقتحم إرهابي منزلها وقتلها وأخذ هاتفها وصوّر العمل المروع ونشر الصور على صفحتها على موقع فيسبوك. هكذا اكتشفنا ما حصل لها".
![جنود إسرائيليون يتفقدون الأسلحة التي المستخدمة من خصومهم أمام مركز للشرطة الإسرائيلية في سديروت يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر، وذلك بعد معارك لطرد مسلحي حماس الذين كانوا متمركزين داخله. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2023/10/11/44467-weapons-600_384.webp)
وفي حديثها إلى القناة 13 التلفزيونية الإسرائيلية، قالت بايدر وعيناها مغرورقتان بالدموع إن القاتل كان قد اتصل بخالتها لإجبارها على مشاهدة صور جدتها "وهي غارقة في بركة من الدماء" في كيبوتز نير أوز الواقع على بعد كيلومترين فقط من قطاع غزة الخاضع لحماس.
مستوى غير مسبوق
ويشكل العنف القاسم المشترك للعديد من الصور ومقاطع الفيديو الأخرى التي نشرتها حماس أو مؤيدوها على الإنترنت منذ بدء الهجوم في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وقال المحلل الأمني في شركة لو بيك إنترناشيونال الاستشارية مايكل هورويتز، "كان ذلك مقصودا والهدف منه هو إثارة شعور بالعجز والشلل والإذلال".
وحتى أكثر الصور فظاعة انتشرت على نطاق واسع، بما في ذلك لقطات لجسد امرأة عار جزئيا داخل شاحنة صغيرة وسط تهليل المسلحين.
وقالت والدة الشابة إن اسمها شاني لوك، وهي مواطنة ألمانية-إسرائيلية في العشرينات من عمرها وكانت في حفلة موسيقية أقيمت بالصحراء وتحولت إلى حمام دم في وقت مبكر من يوم السبت.
ويظهر مقطع فيديو آخر تمت مشاركته على نطاق واسع عائلة تكوم أفرادها على الأرض.
وسأل طفل يبلغ من العمر 6 أو 7 أعوام والدته عما إذا كانت أخته التي قتلت ستعود، فاضطرت الأم إلى الإجابة بالنفي وهي تبكي قبل أن ترمي بنفسها على ابنها لحمايته مع اقتراب خاطف محتمل أمام عدسة الكاميرا.
وفي هذا السياق، قال رسلان طراد وهو زميل مقيم بمجال الأبحاث الأمنية في مختبر أبحاث الطب الشرعي الرقمي التابع للمجلس الأطلسي، إنه على الرغم من أن هذا النوع من الدعاية لا بعد مكونا جديدا في ترسانة حماس، إلا "أننا نرى الحركة اليوم وهي تستخدم أساليب أكثر تطورا بكثير للتلاعب ونشر الدعاية".
هجمات سيبرانية
هذا ولجأت الجماعة المسلحة أيضا إلى شن هجمات إلكترونية على أهداف إسرائيلية لتوسيع نطاق انتشارها.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم الاثنين أن "مجموعات مختلفة شنت على المواقع الحكومية والخاصة عشرات هجمات رفض الخدمة، ما أدى إلى توقفها عن العمل بدون التسبب بأضرار دائمة".
وقد بدأت عملية القرصنة صباح يوم الأحد واستمرت طوال يوم الاثنين.
وقالت الصحيفة إن أحد الهجمات الفعالة بشكل خاص لحجب الخدمة استهدف الموقع الإلكتروني لصحيفة جيروزاليم بوست وأعلنت مجموعة أنونيموس سودان مسؤوليتها عنه.
وأضافت أن المجموعة "متحالفة مع كيل نيت، وهي مجموعة قرصنة قومية روسية".
وتابعت "لقد عززت المجموعة السودانية إلى حد كبير براعة كيل نيت، ما دفع البعض إلى التكهن بأن المجموعتين تمثلان واجهات لخدمات الحكومة الروسية".
متصيدون روس وإيرانيون
وبدوره، قال ديفيد كولون الأستاذ المحاضر في جامعة ساينس بو في باريس إنه تم تضخيم سرديات حماس على شبكة الإنترنت، إذ "يتم نشرها بصورة ممنهجة من قبل المتصيدين الإيرانيين والروس وتحظى بدعم وسائل الإعلام الحكومية".
وذكر أن حتى الصين لديها "موقف غامض"، مشيرا إلى أن منصة الفيديو تيك توك المملوكة من شركة صينية "تسمح بتسلل كميات هائلة من المحتوى الصادم".
ومن خلال نشرها مقاطع الفيديو، تقدم حماس أيضا أوضح الأدلة التي يمكن ربطها بالجماعة على المدى القصير والطويل.
وقال هورويتز إن "حماس ووسائل إعلام فلسطينية أخرى سواء كانت مرتبطة بالحركة أم لا، تقدم أدلة على جرائم حرب الأمر الذي سيكون له تأثير".
وإن الجماعة المسلحة مصنفة بالفعل على أنها تنظيم إرهابي من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد حملة التفجيرات الانتحارية التي نفذتها في تسعينيات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ولكن أشار طراد إلى أن احتمال وجود عواقب قانونية دولية لن يكون له في في نهاية المطاف تأثير كبير بالنسبة للناشطين الفلسطينيين.
وختم موضحا أن "حماس وحلفاءها لا يخافون من أن يتهموا بارتكاب جرائم حرب ومجازر".