دبلوماسية
محللون: إضافة إيران إلى مجموعة بريكس ’مثيرة للجدل‘
في اليوم الأخير من قمة بريكس التي عقدت في جنوب أفريقيا، أعلنت الدول الأعضاء إدخال 6 أعضاء جدد إلى الكتلة، ولكن قال البعض إن إضافة أعضاء جدد قد لا تحقق الوحدة.
فريق عمل الفاصل ووكالة الصحافة الفرنسية |
كانت إيران واحدة من 6 دول تمت دعوتها يوم الخميس، 24 آب/أغسطس، لتصبح عضوا في مجموعة بريكس للدول النامية، وذلك في أول توسع لهذه المجموعة منذ أكثر من عقد.
ولكن قال محللون إن إضافة إيران المعزولة والخاضعة لعقوبات دولية إلى المجموعة تشكل قضية "مثيرة للجدل".
وفي قمتها السنوية التي انعقدت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، اتفقت دول مجموعة بريكس أي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، على جعل الأرجنتين وإثيوبيا والسعودية ومصر والإمارات أعضاء كاملين اعتبارا من 1 كانون الثاني/يناير.
ويمثل سكان الدول الأعضاء في بريكس نحو 40 في المائة من سكان العالم، كما يشكل ناتجها المحلي نحو 25 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وأثارت أخبار توسع مجموعة بريكس الدهشة، لا سيما وأن العلاقات بين أعضائها الحاليين شهدت توترا في بعض الأحيان.
وذكرت شبكة سي إن إن أن المجموعة التي اتخذت اسما ابتكره أساسا الخبير الاقتصادي السابق في غولدمان ساكس جيم أونيل لوصف الأسواق الناشئة الرئيسة، استمرت رغم الاختلافات الأساسية بين أعضائها على صعيد الأنظمة السياسية والاقتصادية.
وقال أونيل لوكالة أنباء بلومبرغ في وقت سابق من الأسبوع الجاري "من الناحية الاقتصادية، لا يعتبر الكثير من الدول التي تقدمت بطلبات للانضمام كبيرة فعليا".
وأضاف أن أعضاء بريكس الحاليين "واجهوا ما يكفي من الصعوبات في محاولة الاتفاق بينهم، وعددهم 5". وتابع "لذا... لست متأكدا تماما مما سيحققه وجود عدد أكبر بكثير من الدول داخل المجموعة".
خلافات قائمة
وفي هذا السياق، إن الصين والهند وهما عضوان أصليان هما في نزاع حول جزء من حدودهما.
وحتى وقت ليس ببعيد جدا، لم تكن تربط علاقة سياسية بين العضوين الجديدين إيران والسعودية. ولا يزال بعض المحللين يعبّرون عن شكوكهم بشأن مستقبل العلاقة بين الدولتين في أعقاب الاتفاق الذي توسطت فيه الصين والذي أعاد إحياء تلك العلاقة في آذار/مارس الماضي.
وفي حين أشار الإعلان إلى انضمام الدول الست، إلا أن الرد السعودي لم يكن حاسما إذ قال وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان إن الرياض "بانتظار تفاصيل" بشأن الدعوة و"ستتخذ القرار المناسب".
وحدث توتر أيضا بين العضوين الجديدين الآخرين أي مصر وإثيوبيا، بشأن سد الطاقة الكهرومائية على نهر النيل.
ومن شأن إضافة دول منتجة للنفط أي إيران والسعودية والإمارات أن يعزز النفوذ الاقتصادي لدول بريكس، ولكن أعرب بعض المراقبين عن قلقهم إزاء ضم إيران.
وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية، قال الباحث البارز في معهد جنوب أفريقيا للشؤون الدولية غوستافو دي كارفايو، إن "إيران تشكل إضافة مثيرة للجدل، ولكني على ثقة بأن هذا كان مطلبا روسيا".
وفي حين حضر قمة جوهانسبرغ شخصيا رؤساء 4 من الدول الأعضاء في الكتلة، شارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في المحادثات افتراضيا بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
’إنجازات قليلة‘
على الرغم من أن مجموعة الاقتصادات الناشئة موجودة رسميا منذ 15 عاما، إلا أن بعض المحللين يعتبرون أنها لم تحقق الكثير وأن الطبيعة المتناثرة لمصالح أعضائها السياسية والاجتماعية تعني أن قادة بريكس لا يتفقون دائما على القضايا المطروحة.
وقال البعض إن هذا الأمر منعهم من أن يصبحوا كيانا أكثر قوة وفعالية.
وفي هذا الإطار، قال داني برادلو الأستاذ المحاضر في مركز النهوض بالمنح الدراسية بجامعة بريتوريا في حديث لقناة الجزيرة قبيل انعقاد القمة، "ما تحاول [بريكس] تحقيقه بطريقة ما هو مفتوح لمزيد من النقاش".
وأضاف أنه "عندما كانت المجموعة مؤلفة من الدول الخمس فقط، كانت هذه الأخيرة تتحدث عن إصلاح الحوكمة الاقتصادية العالمية أو الحوكمة العالمية بشكل عام... لكنها لم تفعل الكثير بهذا الشأن".
ومن غير الواضح ما إذا كان توسع المجموعة سيعزز بشكل كبير نفوذها على المسرح العالمي. وأشار محللون إلى أن ذلك سيعتمد على مدى قدرتها على العمل في انسجام، علما أن انضمام أعضاء جدد إلى المجموعة يزيد من التباين في وجهات النظر.
وقلل مسؤولون أميركيون من احتمال تحول بريكس إلى منافس جيوسياسي، واصفين الكتلة بأنها مجموعة متنوعة للغاية من الأصدقاء والأخصام على حد سواء.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية أن "الولايات المتحدة تؤكد مجددا اقتناعها بأن لجميع الدول حرية اختيار الشركاء والتجمعات التي سترتبط بها".