مجتمع

طريق غزة إلى إعادة الإعمار يبدأ بإزالة الذخائر غير المنفجرة

لا تزال الذخائر غير المنفجرة تشكل خطرا على المدنيين في غزة، ما يجعل إزالتها الآمنة أمرا ضروريا للحياة اليومية وإعادة الإعمار في المستقبل.

فتى فلسطيني ينظر إلى صاروخ غير منفجر في حي الرمال بمدينة غزة يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [مجدي فتحي/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]
فتى فلسطيني ينظر إلى صاروخ غير منفجر في حي الرمال بمدينة غزة يوم 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [مجدي فتحي/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

تعتبر إزالة الذخائر غير المنفجرة في غزة تحديا معقدا ومتواصلا، وهي أساسية لسلامة السكان وجهود إعادة الإعمار في المستقبل.

وتشكل هذه الذخائر غير المنفجرة وهي مخلفات من الصراعات السابقة، خطرا كبيرا على المدنيين وتعرقل الحياة اليومية وإعادة الإعمار.

وتسببت هذه الحوادث بعدد لا يحصى من الإصابات والوفيات، ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لعمليات إزالة شاملة.

وقد دعمت دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام إجراءات إزالة الألغام في مختلف أنحاء قطاع غزة والمناطق المحيطة به منذ عام 2009.

ويندرج عمل الدائرة ضمن جهد أوسع نطاقا للحد من المخاطر وتهيئة ظروف أكثر أمانا للمجتمعات التي تعيش وسط مخلفات الصراعات.

ما تواجهه فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة من تحديات

وتواجه فرق إزالة الذخائر غير المنفجرة العديد من العقبات، منها التضاريس الوعرة والبيئات الحضرية المكتظة ومحدودية الوصول بسبب المخاوف الأمنية المستمرة.

وتتطلب هذه العمليات تدريبات ومعدات متخصصة لرصد المخلفات الخطرة وتحديدها والقضاء عليها بأمان.

وتزداد الجهود تعقيدا نظرا للحاجة إلى تنسيق مستمر بين وكالات ومنظمات متعددة، علما أن كل منها يساهم بخبرات فريدة.

وإن التنقل بين البنى التحتية المدمرة والأحياء المكتظة بالسكان يزيد من درجة التعقيد، ما يستدعي تخطيطا دقيقا ودقة متناهية.

ورغم هذه التحديات، يتواصل التقدم الملموس في ظل عمل الفرق بشكل منهجي على تأمين المناطق الملوثة وتقليل المخاطر التي تهدد المدنيين.

تمهيد الطريق للسلامة وإعادة الإعمار

وتعد الإزالة الآمنة للذخائر غير المنفجرة أمرا أساسيا لرفاه سكان غزة وجهود إعادة الإعمار في المنطقة.

فيعيق تلوث الأراضي بالذخائر غير المنفجرة الأنشطة الزراعية ويعطل التعليم ويحد من الوصول إلى الخدمات الأساسية.

وتبقى الحقول التي يمكن استعمالها في الزراعة خارج نطاق الاستخدام، ما يفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي. كذلك، تبقى المدارس والمستشفيات عرضة للخطر، ما يمنع المنطقة من العودة إلى الحياة الطبيعية والنمو.

هذا وتشارك منظمات إنسانية بما في ذلك دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام واللجنة الدولية للصليب الأحمر بصورة نشطة في جهود إزالة الذخائر غير المنفجرة.

وتساعد برامج التوعية بالمخاطر في تعريف المجتمعات المحلية بمخاطر هذه الذخائر والترويج للممارسات الآمنة.

وفي هذا السياق، يعد إشراك المجتمع أمرا حيويا إذ أنه غالبا ما يكون السكان أول من يواجهون هذه المخلفات القاتلة.

وخلال العقد الماضي تمت إزالة آلاف الذخائر غير المنفجرة بنجاح، ما مهد الطريق لظروف معيشية أكثر أمانا ولمشاريع إعادة الإعمار.

ويبقى دعم المجتمع الدولي المستمر والذي يشمل التمويل والمساعدة التقنية، أمرا ضروريا للحفاظ على هذه الجهود.

وتعد إزالة الذخائر غير المنفجرة في غزة مهمة مستمرة وحرجة تتطلب اهتماما متواصلا وموارد ثابتة.

ويعتمد ضمان سلامة الغزاويين وتمكين إعادة الإعمار المستقبلية على الإزالة الناجحة لهذه المخلفات الخطرة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات