أمن
بدء عمل المركز التنسيقي الجديد بقيادة الولايات المتحدة لدعم خطة استقرار غزة
المركز الجديد الذي بدأ عمله في جنوب إسرائيل يهدف إلى إدارة عملية السلام في غزة وتنسيق إعادة الإعمار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية الحيوية.
![فلسطينيون يلاحقون شاحنات تسير على طريق صلاح الدين في وسط قطاع غزة، بالقرب من دير البلح، في محاولة للحصول على مساعدات إنسانية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني. [إياد بابا/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/11/25/52912-gaza_aid-600_384.webp)
نور الدين عمر |
افتتح مركز التنسيق المدني–العسكري أعماله رسميا في كريات غات بجنوب إسرائيل.
يتولى المركز مهام الإشراف على عملية السلام في قطاع غزة، وتنسيق مساع تحقيق الاستقرار وجهود إعادة الإعمار المقررة، وتيسير تدفّق المساعدات الإنسانية واللوجستية والأمنية المقدمة من الشركاء الدوليين.
منذ إطلاقه في 17 أكتوبر/تشرين الأول، انخرط مركز التنسيق المدني–العسكري في نشاط إعلامي واسع شمل مؤتمرات صحافية وجولات ميدانية منظمة، بهدف توضيح مهمته وإبراز دوره في دفع خطة السلام الخاصة بغزة قُدما.
يتميز المركز الذي تقوده الولايات المتحدة ببنية تنظيمية تفصل بين مساحة عمل الفريق الإسرائيلي ومساحة عمل الفريق الأميركي، مع مساحة مشتركة تعمل فيها قوة متعددة الجنسيات على مراقبة التطورات في غزة والتخطيط للمراحل التالية من اتفاق وقف إطلاق النار.
ويضم ممثلين عن دول شريكة ومنظمات غير حكومية ومؤسسات دولية، إلى جانب جهات من القطاع الخاص.
الحفاظ على الأمن
قال الخبير العسكري يحيى محمد علي، المتخصص في الجماعات المتطرفة، إن دفع عملية السلام قُدما بعد الحرب يطرح تحديات كبرى.
وأضاف للفاصل أنه "نتيجة لذلك، يصبح التنسيق بين الأطراف المتحاربة ورعاة عملية السلام ضرورة بالغة الحساسية، وهي مهمة محورية يتولاها مركز التنسيق المدني–العسكري، الذي يشرف مباشرة على مسار السلام في غزة".
وأوضح أن "مهمة المركز تقوم على الإشراف الكامل على خطة السلام الأميركية وضمان الاستقرار من خلال التنسيق بين غزة وإسرائيل لمنع نشوء توترات أمنية جديدة".
إلى جانب الإشراف الأمني، يتولى مركز التنسيق المدني–العسكري تنسيق عمليات الإغاثة، وإدارة إدخال المساعدات، ودعم جهود إزالة الركام ومخلفات الذخائر غير المنفجرة.
وكشف أن المركز عبارة عن غرفة عمليات تضم عددا كبيرا من الدول الراعية والداعمة لعملية السلام.
وأردف علي أن عمله يقوم على تقاسم المسؤوليات الأمنية والسياسية والعسكرية بهدف الحفاظ على الاستقرار وتنظيم الانتشار الميداني.
تنسيق جهود الإغاثة
تعمل مجموعة واسعة من الدول المانحة والداعمة، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، على تسهيل عمليات الإغاثة في قطاع غزة وجعلها أكثر انسيابا وتنظيما.
وقالت الصحافية والناشطة الفلسطينية ابتسام السعدي للفاصل، إن هذه الجهود تُنسق بشكل وثيق مع الجمعيات المحلية العاملة داخل غزة.
ووصفت جهود الإغاثة بأنها سلسلة مترابطة تُعد كل خطوة فيها حاسمة وأساسية.
وذكرت السعدي، أن "إدخال المساعدات يتطلب على وجه التحديد تنسيقا أمنيا مسبقا، ثم تدخلا عسكريا لفتح الطرق وإزالة الذخائر غير المنفجرة حفاظا على حياة المدنيين".
وشددت على أن الخطوة التالية هي توزيع المساعدات، وهي عملية تتطلب أساسا مشاركة المجتمع المدني عبر المنظمات والمؤسسات القائمة.
وختمت قائلة إن إطلاق المركز كان ضرورة ملحة في ظل الظروف القاسية التي يواجهها أهالي غزة، لا سيما مع دخول فصل الشتاء وتزايد المعاناة جراء الأمطار وانخفاض درجات الحرارة.