مجتمع
تكتيكات الحوثيين السيبرانية: تهديد لاستقرار اليمن
يستغل الحوثيون بشكل نشط برامج التجسس على الهواتف المحمولة ويسيطرون على البنية التحتية للإنترنت، مما يؤدي إلى تصعيد الاختراق السيبراني الذي يهدد المواطنين اليمنيين العاديين.
![هاتف ذكي يعرض شعار تطبيق للمراسلة، مع وجود قفل أمان ظاهر في الخلفية. [جوناثان را/نورفوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/22/53165-afp__20231210__raa-encrypti231210_npy2l__v1__highres__encryptionmessengermobileappso-600_384.webp)
فريق الفاصل |
لقد تطورت الأزمة اليمنية لتتجاوز نطاق الحروب التقليدية إلى شكل أكثر سرية من أشكال الحرب.
اليوم، يستخدم الحوثيون البرامج الضارة للهواتف المحمولة كسلاح للتسلل إلى الفضاءات الرقمية، مما يهدد المواطنين ويزعزع استقرار البلاد ويشدد قبضتهم على العالم الرقمي في اليمن.
من خلال السيطرة على مزودي خدمات الإنترنت الرئيسيين في البلاد، بما في ذلك يمن نت وتلي يمن، قاموا بتركيز السلطة لمراقبة تدفق المعلومات وفرض الرقابة عليها والتلاعب بها.
اختراق أجهزة المواطنين
يستهدف الحوثيون الأجهزة المحمولة من خلال تطبيقات خبيثة وبرامج تجسس، محولين إياها إلى أدوات مراقبة.
تنشر مجموعات القرصنة الموالية للحوثيين برامج تجسس على الهواتف المحمولة للتجسس على الخصوم المفترضين والمواطنين العاديين على حد سواء.
وقد تم استخدام أحد برامج التجسس هذه، المعروف باسم غارد زو، لاستهداف أفراد الجيش اليمني عن طريق سرقة الصور والوثائق وبيانات الموقع من أجهزتهم.
وتستخدم مجموعة أخرى، تُعرف باسم اويل الفا، تطبيقات أندرويد خبيثة للتجسس الرقمي على المنظمات الإنسانية وغير الحكومية، بهدف التحكم في توزيع المساعدات.
غالبا ما تستخدم هذه الحملات تطبيقات شائعة مثل واتساب للانتشار، مما يجعل تهديد برامج التجسس على الهواتف المحمولة حقيقة يومية للكثيرين.
وعادة ما تتنكر هذه التطبيقات في شكل منصات إخبارية أو خدمات اجتماعية، مما يغري المستخدمين بمشاركة بيانات حساسة دون علمهم.
هذا الحصار الرقمي يقوض الثقة، ويكمم الأفواه، ويعزل المجتمعات.
يواجه اليمنيون يوميا مراقبة مستمرة، وقيودا على الوصول إلى الأخبار العالمية، وخوفا من الانتقام.
علاوة على ذلك، يفرض الحوثيون سياسة قمعية للسيطرة على الرواية من خلال حملة "مدري"، وهو مصطلح من اللهجة اليمنية يعني "لا أعرف."
تجرم هذه المبادرة فعل الشهادة والإبلاغ، مما يجبر المواطنين على الصمت بشأن أحداث مثل الغارات الجوية أو أخطاء إطلاق الصواريخ الحوثية.
الحلول والضمانات
على الرغم من هذه التهديدات، توجد حلول عملية لحماية الحرية الرقمية، بما في ذلك الشبكات الافتراضية الخاصة، والتي يمكن أن توفر لليمنيين إمكانية الوصول إلى الإنترنت بشكل آمن وغير خاضع للرقابة.
من خلال تشفير البيانات وإخفاء مواقع المستخدمين، تساعد الشبكات الافتراضية الخاصة على تجاوز القيود وأنظمة المراقبة التي يفرضها الحوثيون.
كما أن حملات التوعية الرقمية حيوية للغاية. فتثقيف المواطنين حول كيفية التعرف على برامج التجسس، وتأمين الأجهزة، واستخدام أدوات الخصوصية يمكن أن يقلل من تعرضهم للخطر.
في حين يسعى الحوثيون جاهدين لحظر خدمات الشبكات الافتراضية الخاصة، يمثل استخدامها موقفا صامدا في وجه الاختراق الإلكتروني وخطوة عملية نحو الأمان الرقمي.
باستخدام هذه الأدوات، يستطيع الشعب اليمني استعادة جزء من سيادته الرقمية والبقاء على اتصال بالمجتمع العالمي.