مجتمع
حملة الحوثيين ضد خدمة ستار لينك: مؤشر واضح على اليأس
أصبحت اليمن في سبتمبر/أيلول 2024، أول دولة في الشرق الأوسط ترخص تقنية الإنترنت الفضائي ستار لينك.
![رجل يمني، يرتدي الزي التقليدي، يتصفح الإنترنت في نادٍ للحاسوب في صنعاء. [خالد فزاع/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/09/53039-afp__20020708__app2002070532608__v1__highres__yemencomputers-600_384.webp)
فريق الفاصل |
في 18 سبتمبر/أيلول 2024، قامت الحكومة المعترف بها دولياً بإطلاق خدمة ستارلينك لتمكين مواطنيها في ظل الرقابة والقيود الواسعة التي تفرضها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
شكلت هذه المبادرة علامة فارقة في توسيع نطاق الوصول إلى الاتصالات غير الخاضعة للرقابة لليمنيين الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين القمعي.
توفر ستار لينك إنترنتاً فضائياً عالي السرعة يتجاوز البنية التحتية التقليدية والتحكم المركزي، مما يمنح اليمنيين قدرة غير مسبوقة على الوصول إلى المعلومات غير الخاضعة للرقابة والتواصل عالمياً.
يُعد هذا الأمر بالغ الأهمية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث تمارس السلطات هناك رقابة صارمة على حركة الإنترنت وتقمع تدفق المعلومات.
وبعيداً عن رقابة الحوثيين، أصبحت خدمة ستار لينك أداة حيوية للصحفيين ومنظمات المجتمع المدني والمعارضين.
فقد مكنتهم من الإبلاغ عن الانتهاكات وتنظيم جهود الإغاثة والتواصل مع الجماهير الدولية.
وقد أثارت هذه الحرية المكتسبة حديثاً حملة قمعية شرسة من قبل الحوثيين.
فقد حظروا أجهزة ستار لينك، وأمروا المواطنين في مناطق سيطرتهم بتسليم المعدات، وهددوا باتخاذ إجراءات عقابية ضد المخالفين.
وبرر الحوثيون هذا الحظر بالادعاء بوجود مخاطر تجسس، وهي مزاعم يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها ذريعة لزيادة ترسيخ سيطرتهم على المعلومات.
لماذا يُعد الإنترنت الفضائي بالغ الأهمية لليمنيين؟
إن الوصول إلى الإنترنت الفضائي مثل ستار لينك لا يقتصر على سرعات اتصال عالية فحسب؛ بل يتعلق بالحفاظ على الحريات الأساسية في مواجهة القمع الاستبدادي.
في اليمن الذي مزقته الحرب، عادة ما تكون شبكات الإنترنت التقليدية إما مدمرة أو تخضع لرقابة مشددة.
ونتيجة لذلك، تُعد الاتصالات الفضائية شريان الحياة الوحيد للكثيرين لمشاركة قصصهم والتواصل مع العالم الخارجي.
بالنسبة للصحفيين، تكسر ستار لينك الحواجز، مما يتيح لهم إجراء تحقيقات صحفية حتى في أقسى الظروف.
وتضمن كذلك فضح الانتهاكات، بما في ذلك انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الحوثيون، إلى الجماهير الدولية.
وبالمثل، بالنسبة للمنظمات الإنسانية، تُعد قنوات الاتصال غير المقيدة ضرورية لتنسيق الجهود وتقديم المساعدة للمجتمعات المعزولة.
ويؤدي حظر الحوثيين إلى تعطيل هذه القنوات، بهدف خنق المعارضة وحجب أفعالهم عن التدقيق.
تعكس هذه الخطوة تكتيكات أوسع نطاقاً تستخدمها الجماعات المدعومة من إيران، والتي تستغل حجب المعلومات لقمع المساءلة، كما هو الحال في اليمن.
ولا يقتصر هذا القمع على إسكات أصوات الفئات السكانية المستضعفة فحسب، بل يتركها أيضاً أكثر عزلة وعرضة للعنف.
إن القدرة على التواصل بحرية وأمان هي حجر الزاوية لحقوق الإنسان.
في اليمن، توفر خدمة الإنترنت الفضائي كستار لينك الأمل والتمكين للسكان الذين يسعون إلى تحقيق العدالة والمساءلة ولفت انتباه العالم إلى قضيتهم.
ويعكس قمع الحوثيين لخدمة ستار لينك يأسهم المتزايد، فهم بوضوح يكافحون للحفاظ على سيطرتهم على الأراضي التي يحكمونها في اليمن.