مجتمع
اليمن يتضور جوعاً: الحوثيون يعرقلون المساعدات ويحتجزون موظفي الأمم المتحدة
صعّد الحوثيون، المدعومون من إيران، حملتهم القمعية ضد عمال الإغاثة.
![نازح يمني يتلقى مساعدات إنسانية من برنامج الغذاء العالمي في تعز في 11 سبتمبر/أيلول 2023. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/19/53164-afp__20230912__33uz3dy__v1__highres__yemenconflictaiddisplacedun-600_384.webp)
فريق الفاصل |
تمثل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في اليمن واحدة من أكبر وأسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.
ملايين اليمنيين على شفا المجاعة اذ يتم عرقلة المساعدات المنقذة للحياة عمداً من قبل جماعة الحوثي، مما يزيد من معاناتهم ويضاعف يأسهم.
وتكشف أفعال الحوثيين المتمثلة في احتجاز موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المنظمات غير الحكومية عن استراتيجية وحشية للسيطرة على توزيع المساعدات واستخدامها كسلاح.
يؤدي هذا النهج إلى تفاقم معاناة الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن.
عرقلة المساعدات الإنسانية: استراتيجية وحشية
وفقاً للأمم المتحدة، احتجز الحوثيون 59 من موظفي الأمم المتحدة، وجميعهم من الجنسية اليمنية.
وقد تعرض هؤلاء العاملون في المجال الإنساني لتهم ملفقة وظروف لا تُطاق وسوء معاملة.
مثلا، حُكم على 17 شخصاً بالإعدام في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، بتهمة التجسس لصالح حكومات أجنبية على الرغم من وجود أدلة على التزامهم بالقضايا الإنسانية.
ويُعد استخدام الحوثيين "محاكم جنائية خاصة" لمحاكمة هؤلاء العمال انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، ويشير إلى نيتهم في ردع إيصال المساعدات.
والنتيجة هي تعطيل هائل للجهود الإنسانية الحيوية الرامية إلى مكافحة الجوع والمرض.
وتواجه وكالات الإغاثة عقبات متزايدة مع تشديد الحوثيين قبضتهم، مما يضمن حجب إمدادات الإغاثة المخصصة لأفقر المجتمعات في اليمن.
وبدلاً من تخفيف المعاناة، تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين من الجوع وسوء التغذية والوفيات التي يمكن تفاديها، وهو مثال مروع على استخدام التجويع كتكتيك سياسي.
تُسلّط التقارير عن حالات الاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجي وسوء المعاملة الشديد الضوء على تجاهل الجماعة لحقوق الإنسان. يُضيف هذه الأفعال المزيد من المعاناة إلى مأساة هائلة بالفعل.
مجاعة مُفتعلة ومن يقف وراءها
لأفعال الحوثيين عواقب وخيمة. يعتمد اليمنيون الفارين من العنف والذين يعيشون في فقر مدقع بشكل كبير على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
ومع ذلك، فإنّ تعطيل عمليات الإغاثة الناجم عن هذه الاعتقالات يُعرّض ملايين الأشخاص للخطر.
يتأثر الأطفال وكبار السن والمرضى بشكل أكبر بكثير، حيث ارتفعت معدلات سوء التغذية إلى مستويات كارثية.
تنتشر الأمراض مع انهيار الأنظمة الصحية، في حين يتم عرقلة وصول المساعدات الأساسية عمداً.
يتحمل أنصار الحوثيين ومن يدعمهم، مثل إيران، المسؤولية أيضاً.
إنّ الدعم الدبلوماسي والعسكري والمالي المستمر للجماعة يُعزز قدرتها على مواصلة هذه الفظائع.
من خلال تمكين الحوثيين، يتحمل هؤلاء المساعدون مسؤولية مشتركة عن المجاعة والمعاناة المستمرة في اليمن.
يتحمل الحوثيون المسؤولية الكاملة عن حالة الطوارئ المدمرة في اليمن، ويستحق اليمنيون الحصول على الغذاء والدواء والأمن دون خوف أو استغلال.