مجتمع
كسر الدوامة: إعادة النازحين تُضعف قبضة داعش على الفئات المستضعفة
يستغل داعش اليأس والأوضاع غير المستقرة داخل مخيمات اللاجئين لنشر أيديولوجيته.
![امرأة مسنة وطفلة تجلسان بجانب أمتعتهما، يستعدان لمغادرة مخيم الهول في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا، 9 فبراير/شباط 2025. [وكالة الصحافة الفرنسة].](/gc1/images/2025/11/28/52937-afp__20250209__36xg3mp__v1__highres__syriakurdsconflictis-600_384.webp)
الفاصل |
كان مخيما الهول ومخيم روج المتراميان في شمال شرق سوريا يأويان أكثر من 70 ألف نازح في ذروة عام 2019.
اليوم، انخفض هذا العدد إلى أقل من 30 ألفاً، بفضل جهود الإعادة المستمرة التي تقودها قوات التحالف.
مع ذلك، لا تزال هذه المخيمات بؤراً ساخنة لنفوذ المتطرفين، لا سيما الذين يستهدفون المستضعفين من النساء والأطفال.
إن إعادة النازحين ليست مجرد عمل إنساني، بل هي خطوة استراتيجية لتفكيك قدرة داعش على إرساء التطرف والتجنيد.
بيئات خصبة للتطرف
يستهدف داعش الأفراد المستضعفين، وخاصة النساء والأطفال، كمجندين محتملين أو يُغرس فيهم المعتقدات المتطرفة.
إذا تُركت هذه البيئات دون رادع، فإنها تُصبح حاضنات لأجيال قادمة من الأفراد المتطرفين.
كما أكد الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية الأمريكية، خلال مؤتمر للأمم المتحدة، فإن "إعادة الفئات الضعيفة إلى أوطانها قبل أن تتطرف ليست مجرد رأفة، بل هي ضربة قاصمة لقدرة داعش على التجدد."
غالباً ما يصبح الأفراد المتطرفون أدوات سهلة التضحية بها في العمليات الإرهابية، مما يؤدي إلى دورات من العنف والمعاناة والموت.
بإبعاد الأفراد من هذه البيئات وإعادتهم إلى أوطانهم، يمكن للدول تعطيل خط تجنيد داعش وحرمان التنظيم من مصدر حيوي لرفد صفوفه.
مسار نحو الاستقرار والأمل
تتيح إعادة النازحين إلى أوطانهم فرصة للهروب من دوامة العنف وإعادة بناء حياتهم.
تقود قوات التحالف، إلى جانب حكومات مثل العراق، جهوداً لإظهار القوة التحويلية لإعادة التأهيل.
نجح العراق في إعادة 80% من مواطنيه من مخيم الهول، مما يُظهر إمكانات التغيير الإيجابي.
لا تُقدم هذه الجهود إغاثة فورية للأفراد فحسب، بل تُسهم أيضاً في الأمن العالمي على المدى الطويل من خلال تقويض قدرة داعش على استغلال الفئات السكانية المستضعفة.
يُؤكد إنشاء القيادة المركزية الأمريكية لخلية لإعادة مشتركة في شمال شرق سوريا على الطبيعة الملحة لهذه المهمة.
وكما صرّح الأدميرال كوبر: "معاً، يُمكننا ضمان استمرار هزيمة الإرهاب كميراث من السلام والاستقرار."
بإعادة النازحين إلى أوطانهم، يُمكن للدول حماية الفئات المستضعفة، والحد من نفوذ المتطرفين، وتعزيز مستقبل مليء بالأمل والصمود.
إن إعادة النازحين إلى أوطانهم هي أكثر من مجرد جهد إنساني؛ إنها ضرورة استراتيجية لإضعاف داعش ومنع عودة الإرهاب.