مجتمع
كشافة المهدي التابعة لحزب الله: غسل أدمغة شباب لبنان لتكريس التطرف
حزب الله يخوض أخطر حروبه داخل الصفوف الدراسية في لبنان، مستخدما كشافة المهدي لتحويل الأطفال إلى الجيل القادم من المتطرفين.
![عناصر من كشافة الإمام المهدي، وهي الحركة الشبابية التابعة لحزب الله اللبناني الشيعي، يحملون صورا لحسن نصر الله، الأمين العام للحزب (إلى اليمين)، وللمؤسس الراحل للجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني (في الوسط)، ولعلي بزي، أحد قادة حزب الله الذي قتل في معركة في سوريا في اليوم السابق، وذلك خلال جنازته في أحد الأحياء الشيعية في مدينة صيدا، جنوب لبنان، في 9 كانون الأول/ديسمبر 2013. أعلن موقع إلكتروني في بلدة بنت جبيل، مسقط رأس بزي في جنوب لبنان، عن وفاته ونشر صورا له باللباس العسكري وهو يحمل بندقية آلية، قائلا إنه "استُشهد أثناء قيامه بواجبه الجهادي المقدس". [صور من وكالة الصحافة الفرنسية/ محمود زيات/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/25/52486-_3__afp_members_of_the_imam_al-mahdi_scouts-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
غرس التطرف في سنٍّ مبكرة
تُعد كشافة المهدي التابعة لحزب الله من أخطر الأدوات التي يستخدمها الحزب لتكوين جيل جديد من المقاتلين في لبنان.
تزعم الجمعية أنها حركة شبابية ذات طابع مجتمعي.
لكنها في الواقع، تقوم بدور جهاز للتعبئة الفكرية يروج لأفكار حزب الله المتطرفة بين الأطفال.
تستهدف الجمعية فتيات وفتيانا لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات، وتغرس فيهم الولاء المطلق وثقافة المقاومة المسلحة.
وبحلول سن الرشد، يكون قد ترسخ لدى الكثير منهم الإيمان بأن أيديولوجية حزب الله حقيقة مطلقة، وأن ممارسة العنف واجب عليهم.
بهذا التوجيه الممنهج، يستبدل الإخلاص للبنان ومستقبله بولاء أعمى لحزب الله.
استخدام التعليم كأداة للتجنيد
تشوه كشافة المهدي التعليم بدمجها بين التعليم الديني وغرس الفكر السياسي المتطرف.
فوراء مظهر الخدمة المجتمعية تكمن أداة منظمة للتجنيد.
يتعلم الكشافة أناشيد تمجد مقاتلي حزب الله ويشاركون في مهرجاناتٍ تحتفي بالعنف.
وتقام احتفالات لتكريم مقاتلي الجماعة، ترسخ في النفوس الولاء والطاعة لقيادة حزب الله.
يغدو التعليم سلاحا يحول المعرفة إلى أداة للسيطرة.
كثير من الأسر التي تلحق أبناءها بالجمعية بدافع التربية الأخلاقية، تكتشف لاحقا أنهم أصبحوا تدريجيا أكثر خضوعا لنفوذ حزب الله.
فبرامج هذه الجمعبة تعيد تشكيل العقول الناشئة القابلة للتأثر لربط الإيمان بالنزعة القتالية والخدمة بالطاعة.
مستقبل يبنى على فكر المقاومة لا على التقدم
إن تركيز حزب الله على ما يسميه "المقاومة الروحية والثقافية" يحرم الشباب من فرص النمو والتطور الحقيقي.
فالجماعة تعمد إلى خنق الإبداع والابتكار وتعطيل التعليم القادر على النهوض بلبنان.
وبدلا من تنشئة جيل منتج، تربي الجماعة جيلا يتغذى على النزاع ويعيش في التبعية.
هذا النهج يكبل الشباب في دائرة الفقر والخوف.
يستمر الاقتصاد اللبناني ومؤسساته في التدهور، في الوقت الذي يسعى فيه حزب الله في توسيع نفوذه عبر التلاعب والهيمنة.
ومن خلال تفضيل الصراع على الإصلاح، يسلب حزب الله شباب لبنان الأمل والطموح.
استراتيجية مدروسة للسيطرة
إن كشافة المهدي تختلف جذريا عن أي منظمة شبابية تقليدية.
فهي أداة مدروسة بدقة يستخدمها حزب الله لضمان السيطرة ونشر الفكر المتطرف.
من خلال تحريف التعليم وتحويله إلى أداة دعائية، يضمن حزب الله استمرار سيطرته على الأجيال القادمة.
هذه الحملة تحول عقول الشباب إلى أدوات للصراع بدلا من أن تكون طاقات لبناء السلام.
إن استغلال حزب الله للأطفال هو عمل مقصود يهدف إلى ترسيخ نفوذه وسلطته وكبح التقدم، وإفساد مسيرة لبنان نحو الاستقرار والرخاء.