إقتصاد
الربط الكهربائي للعراق مع دول الخليج: طريق نحو أمن الطاقة
إن العراق على أعتاب مرحلة تحولية مهمة، حيث يقترب 75% من مشروع الربط الكهربائي مع دول الخليج من الانتهاء.
![تبين الصورة منظراً جزئياً لمحطة ذي قار ذات الدورة المركبة لتوليد الطاقة بالقرب من مدينة الناصرية العراقية في 20 يناير/كانون الثاني 2022. [أسعد نيازي/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/22/52500-afp__20220120__9wm3r7__v1__highres__iraqenergyelectricity-600_384.webp)
موقع الفاصل |
وقّع العراق في عام 2019 أول اتفاق مع مجلس التعاون الخليجي لاستيراد الكهرباء.
يهدف هذا المشروع الطموح إلى معالجة النقص المزمن في الكهرباء في العراق من خلال ربط شبكة الكهرباء العراقية بشبكة كهرباء دول مجلس التعاون الخليجي.
إلى جانب تحسين الوصول إلى الطاقة، تسعى هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون الإقليمي وتحسين حياة ملايين العراقيين.
معالجة نقص الطاقة
واجه العراق لعقود نقصاً مستمراً في الكهرباء، اتسم هذا النقص بانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وضعف في إنتاج الطاقة.
وقد أدت هذه التحديات إلى معاناة المواطنين؛ بسبب الانقطاعات المتكررة في الكهرباء.
تُقدم الشراكة مع دول الخليج حلاً واعداً لهذه المشكلات المزمنة، مع تعزيز علاقات العراق مع جيرانه في الوقت ذاته.
إن دول الخليج، بما لديها من فائض من الطاقة وبنيات تحتية متقدمة، مجهزة تجهيزاً جيداً لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العراق.
يتماشى هذا التعاون مع جهود العراق الأوسع لإعادة تأهيل محطات الطاقة، وتحديث خطوط النقل الكهربائي، والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.
يعد التوفر المستمر للطاقة الكهربائية ركن الزاوية للتنمية الاقتصادية. إذ أعاق النقص المزمن في الكهرباء في العراق النمو الصناعي، وعرقل الاستثمار الأجنبي، وأبطأ التقدم الاقتصادي.
من خلال استيراد الطاقة عبر دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن للعراق تأمين إمدادات كهربائية مستقرة، مما يُمكّن الشركات من العمل بكفاءة، ويحفز صناعات جديدة.
من المتوقع أن تُسهم هذه المبادرة في خلق فرص عمل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي. وفي نهاية المطاف، ترسيخ مكانة العراق كثقل رئيسي في نظم الطاقة الإقليمية.
لتحسين الحياة
سيشعر المواطنون العراقيون بالأثر المباشر للمشروع.
حيث صرح عبد الحمزة هادي، مستشار وزارة الكهرباء العراقية، قائلاً: "بمجرد بدء التشغيل، سيوفر المشروع للعراق في البداية ما بين 500 و600 ميغاواط."
وأضاف: "سينصب التركيز على الحد من انقطاع التيار الكهربائي في محافظة البصرة خلال أشهر الصيف."
ستُغذي الكهرباء الموثوقة المنازل والمدارس والمستشفيات والخدمات العامة، مما يُحسّن بشكل كبير من جودة حياة الملايين.
علاوة على ذلك، ستُخفف معالجة نقص الطاقة من الصعوبات الناجمة عن الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وتخفض من حدة الاضطرابات التي قد تسبب بها الانقطاعات. وهذا بدوره، يُمكن أن يُساعد على بناء ثقة الجمهور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء البلاد.
إلى جانب أمن الطاقة، يُمثل مشروع الربط الكهربائي تقارب العراق المتزايد مع جيرانه الخليجيين.
إن تعزيز العلاقات من خلال البنية التحتية المشتركة يُرسي أسساً لإنعاش اقتصادي طويل الأمد وعلاقات جيوسياسية أقوى.
من خلال العمل معاً لمواجهة التحديات المشتركة، يُمهّد العراق ودول الخليج الطريق لمنطقة أكثر ترابطاً وازدهاراً.
مع اكتمال 75% من المشروع بالفعل، أصبح العراق أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق استقرار الطاقة والنمو الاقتصادي والعمل على رفاهية شعبه.
تُبعث هذه المبادرة الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً واستقراراً للعراق والمنطقة بأسرها.