أمن

الحوثيون يصعدون القمع من خلال الدفن الجماعي والاعتقالات

كشفت منظمات حقوقية أن الحوثيين يكثفون الاعتقالات والإخفاءات القسرية وعمليات الدفن الجماعية لبث الخوف وإسكات أي معارضة شعبية، خصوصا خلال المناسبات الوطنية.

أنصار جماعة الحوثي في اليمن يعرضون أسلحة ويرددون شعارات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
أنصار جماعة الحوثي في اليمن يعرضون أسلحة ويرددون شعارات في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في 3 تشرين الأول/أكتوبر. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

قال محامون ومدافعون عن حقوق الإنسان إن جماعة الحوثي الإرهابية صعدت من قمعها للمدنيين والمعارضين مستخدمة أساليب عدة، بينها عمليات الدفن الجماعي لجثث مجهولة الهوية.

واستهدفت الجماعة الأشخاص الذين احتفلوا بذكرى ثورة 26 سبتمبر، معتمدة الخوف والعنف لترسيخ قبضتها على السلطة.

وأفادت تقارير بوجود نمط متصاعد من انتهاكات حقوق الإنسان، مع تجاهل الجماعة تفاقم الوضع الإنساني في سعيها إلى قمع أي مظهر من مظاهر المعارضة.

ووفقا لتقرير نشر في صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 3 تشرين الأول/أكتوبر، كثف الحوثيون من عمليات الاعتقال والإخفاء القسري إلى جانب الدفن الجماعي لعشرات الجثث مجهولة الهوية.

وتشمل المواقع مقبرة حديثة تضم 13 جثة في محافظة الجوف وعمليات دفن سابقة في صنعاء وعمران.

وتم تنفيذ جميع تلك العمليات من دون أي إشراف من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو من الجهات القضائية.

ولفت التقرير إلى أن الجثث كانت موجودة منذ أشهر في مشرحة مستشفى الحزم الحكومي، من دون أي إشراف قانوني أو إنساني.

اعتقالات تعسفية

وفي هذا السياق، قالت إشراق المقطري وهي عضو في اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن لموقع الفاصل إن "المقلق في الأمر أن كثيرا من الأهالي لم يتلقوا أي تطمينات من جماعة الحوثي بشأن أقاربهم المحتجزين أو المختطفين".

وأضافت أن "هناك تسريبات تفيد بأن الجماعة قد تكون نفذت عمليات تصفية وقتل لعدد من المحتجزين في سجونها أو أن بعضهم قضوا تحت التعذيب".

وتابعت أن للحوثيين سجل حافل في حملات الاعتقال والإخفاء القسري الممنهجة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وكشفت أنه "خلال الأسابيع الماضية، وثقت اللجنة أكثر من 237 حالة اعتقال تم التأكد منها عبر التواصل مع الأسر وتدوين الشهادات".

وأردفت أن اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان تلقت عشرات الطلبات من عائلات المختطفين للاستفسار عن أقربائهم المفقودين، إذ تخوفت من أن يكونوا ضمن من دفنوا في مقابر جماعية أو فردية.

ومن جانبه، ذكر محمد العمدة رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات أن "جماعة الحوثي اعتقلت خلال العام الماضي نحو 450 شخصا على خلفية الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر".

وكانت اللجنة قد وثقت خلال شهر أيلول/سبتمبر 2025 وحده 613 حالة اعتقال تعسفي وخطف و123 عملية مداهمة للمنازل.

وقال العمدة إن "هذه الأرقام تظهر تكرارا واضحا لما دأبت عليه الجماعة في السنوات السابقة ضد المدنيين بمختلف المحافظات".

وأوضح أن الاعتقالات وعمليات التعذيب طالت شرائح واسعة من المجتمع شملت السياسيين والأكاديميين والطلاب والنساء والأطفال.

وأكد أن "الميليشيا تسعى إلى إرهاب المجتمع وفرض الخوف كأداة للسيطرة".

وختم قائلا "تتحول الاحتفالات بالثوابت الوطنية إلى سبب مباشر للاضطهاد والملاحقة، في إطار سياسة ممنهجة لإلغاء الهوية الوطنية وفرض السيطرة بالقوة والخوف والإذلال".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *