أمن

الولايات المتحدة تستهدف شبكة وكلاء إيران لتعزيز سيادة العراق

صنفت الولايات المتحدة 4 ميليشيات مدعومة من إيران كمنظمات إرهابية أجنبية، في خطوة تهدف إلى الحد من نفوذ طهران في العراق وتقوية سيطرة بغداد على الأسلحة وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

عناصر من كتائب الإمام علي المصنفة منظمة إرهابية يشاركون في دورة تدريب على الأسلحة في النجف بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر. [كتائب الإمام علي]
عناصر من كتائب الإمام علي المصنفة منظمة إرهابية يشاركون في دورة تدريب على الأسلحة في النجف بتاريخ 19 أيلول/سبتمبر. [كتائب الإمام علي]

أنس البار |

صنفت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي 4 ميليشيات مدعومة من إيران كمنظمات إرهابية أجنبية، في خطوة وصفها مسؤولون بأنها تحد مباشر لشبكة وكلاء طهران في العراق.

وعملت هذه الجماعات وهي حركة النجباء وكتائب سيد الشهداء وحركة أنصار الله الأوفياء وكتائب الإمام علي، على مدى سنوات خارج سلطة الدولة ما قوض سيادة بغداد وساهم في زعزعة الاستقرار عبر الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان بتاريخ 17 أيلول/سبتمبر إن "إيران وبصفتها الدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم، تستمر في تقديم الدعم الذي يمكّن هذه الميليشيات من تخطيط هجمات عبر العراق أو تسهيلها أو تنفيذها بصورة مباشرة".

ورغم الدعوات المتكررة لنزع سلاحها، رفضت الميليشيات الاندماج ضمن مؤسسات الأمن الشرعية في العراق.

وبدلا من ذلك، تحتفظ بسلاسل قيادة مستقلة وتحوّل الأموال وتؤثر على السياسة والأمن على حد سواء.

ومن خلال عملها خارج الهياكل الرسمية للدولة، تقوض هذه الجماعات احتكار بغداد لاستخدام القوة وهو ركن أساسي من أركان السيادة.

سبب تصنيفها

هذا ويعكس قرار واشنطن إضافة الميليشيات الأربعة إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية الأجنبية القلق المتزايد من التأثير المزعزع للاستقرار الذي يمارسه النظام الإيراني.

وتهدف هذه التصنيفات إلى تعطيل تمويل هذه الجماعات وإضعاف شبكاتها الدولية وكشف صلاتها بالحرس الثوري الإيراني.

وإن رفض الميليشيات نزع سلاحها إلى جانب هجماتها المتكررة على مؤسسات الدولة والقوات العراقية والأميركية وعلاقاتها الوثيقة بشبكة وكلاء طهران، جعلت من هذه الخطوة أمرا لا مفر منه.

وعبر تجريم الدعم وقطع مصادر التمويل، تأمل الولايات المتحدة في الحد من قدرة الميليشيات على التحرك بحرية.

كذلك، تعزز التصنيفات جهود رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لإعادة بسط سيطرة الدولة.

وقد شدد السوداني باستمرار على أن الحكومة العراقية وحدها هي التي يجب أن تحمل السلاح، وهو موقف يؤيده العديد من العراقيين الذين ضاقوا ذرعا بهيمنة الميليشيات.

وفي هذا السياق، قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية غازي فيصل حسين إن "وضعها في قائمة الإرهاب يحد من سلوك إيران العدائي ضد المجتمع الدولي وخططها للإضرار بالأمن الإقليمي".

وأضاف أن "هذه الجماعات تمثل أيضا مصدر قلق للعراقيين على سلامة وسيادة بلادهم، فهي تنخرط بقوة في المحور الإيراني وتخضع فقط لقيادة وأمرة الحرس الثوري في إيران".

وذكر أن "قادة تلك الفصائل دائما ما يعلنون دعمهم الصريح لإيران ويستفزون الشعب العراقي بمواقفهم السلبية وتحديهم لسلطة القانون ورفضهم الانصياع للإرادة والمصالح الوطنية".

ومن خلال تجريد الميليشيات من الاعتراف والموارد، فإن الخطوة الأميركية لا تتحدى شبكة وكلاء طهران فحسب بل تدعم أيضا هدف العراق الأوسع المتمثل في استعادة السيادة والاستقرار.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *