أمن
سيطرة إيران على منشآت الطائرات المسيّرة في فنزويلا تشكل تهديدات متزايدة على الشرق الأوسط
النظام الإيراني مصمم على تقويض أمن الشرق الأوسط من خلال نقل تقنيات الطائرات المسيرة المتقدمة إلى وكلائه.
![طائرة مسيرة إيرانية الصنع من طراز مهاجر-6، معروضة خلال فعاليات إنجازات الصناعات الدفاعية في طهران يوم 23 آب/أغسطس 2023. [عطا كناري/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/15/51927-mohajer_6-600_384.webp)
نور الدين عمر |
قال خبراء إن سيطرة النظام الإيراني على منشآت الطائرات المسيرة في فنزويلا تبرز الحاجة الماسة إلى مواجهة مخططات طهران الإقليمية بكافة الوسائل المتاحة.
وأكدوا أنه من خلال عملها خارج حدودها، تستطيع إيران نقل تقنيات الطائرات المسيرة إلى عدد من الدول وكذلك إلى وكلاء الحرس الثوري الإيراني، ما يشكل تهديدا كبيرا لأمن الشرق الأوسط واستقراره.
وحذر هؤلاء من أن تقنيات الطائرات المسيرة المتقدمة التي تم تطويرها في فنزويلا يمكن أن تورّد بسهولة إلى جماعات مثل حزب الله والحوثيين.
وقال المحلل السياسي عبد النبي بكار للفاصل "لقد أظهرت الأحداث الأخيرة في المنطقة أن هؤلاء الوكلاء يستخدمون مثل هذه التقنيات لإطالة أمد التوترات ومنع إبرام اتفاقات السلام، لأن من شأن السلام أن ينهي خطط الحرس الثوري الإيراني وخطط وكلائه".
وأشار إلى أن "الخلافات بين الدول الغربية والولايات المتحدة من جهة، وإيران من جهة أخرى، ترجع إلى حد كبير إلى دعم إيران للوكلاء التابعين للحرس الثوري الإيراني في الشرق الأوسط، سواء من خلال التمويل أو تزويدهم بالتقنيات العسكرية، وخاصة الطائرات بدون طيار".
وأضاف أن "هذه الطائرات المسيرة تستخدم في أغراض عسكرية متعددة، تشمل المراقبة والتجسس ونشر القنابل والمتفجرات، ما يجعلها تهديدا مؤكدا لحكومات المنطقة وأمنها واستقرارها، فضلا عن كونها تهديدا مباشرا للمدنيين".
وأكد أن "إصرار النظام الإيراني على إيجاد موارد خارجية، مثل السيطرة على مصانع الطائرات المسيرة في فنزويلا، يُبرز ضرورة تفكيك أجنداته الخارجية".
ولفت بكار إلى أن "هذا الأمر يشكل تهديدا كبيرا لدول الشرق الأوسط في وقت تُبذل جهود ضخمة لإرساء الأمن في هذه المنطقة، وكذلك في البحر الأحمر والخليج العربي".
حزب الله في فنزويلا
وفي هذا السياق، قال العضو السابق في حزب الله، صلاح منصور، للفاصل إن "الحرس الثوري الإيراني يحافظ على وجود قوي في فنزويلا، مدفوعا باهتمام طهران بالمنطقة وباستغلاله للشبكة الواسعة التي أنشأها حزب الله هناك منذ تأسيسه".
وأوضح "لقد بُنيت هذه الشبكة بالاستعانة بالمهاجرين الشيعة اللبنانيين، الذين حصل معظمهم على الجنسية الفنزويلية وتولوا مناصب أساسية في المؤسسات الاقتصادية والسياسية والعسكرية في البلاد، ما مهد الطريق لاحقا لاختراق الحرس الثوري الإيراني".
وأضاف أن "شبكة حزب الله تمكن الحرس الثوري الإيراني من نقل أي عدد من الطائرات المسيرة المصنعة في فنزويلا، ليس فقط إلى الدول المجاورة، بل أيضا إلى ما هو أبعد من ذلك، وصولا إلى الشرق الأوسط حيث ما يزال بعض الوكلاء المرتبطين بالحرس الثوري موجودين، لا سيما في لبنان واليمن".
وختم منصور معلقا "ينطبق ذلك بشكل خاص على حزب الله بما أنه، على سبيل المثال، ما زال يشكل تهديدا لأي خطط سلام بسبب رفضه التخلّي عن أسلحته، لا سيما منظومات الصواريخ والطائرات المسيرة".