إقتصاد

وزارة الكهرباء العراقية تحقق إنتاجًا قياسيًا

أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن إنجاز تاريخي في إنتاج الطاقة الكهربائية، محققةً رقمًا قياسيًا وطنيًا جديدًا بلغ ٢٨ غيغا واط.

فنيون عراقيون يعملون على تصنيع المحولات الكهربائية في معمل تابع للشركة العامة للصناعات الكهربائية، في منطقة الوزيرية ببغداد، 5 أبريل/نيسان 2023. أحمد الربيعي [وكالة الصحافة الفرنسية].
فنيون عراقيون يعملون على تصنيع المحولات الكهربائية في معمل تابع للشركة العامة للصناعات الكهربائية، في منطقة الوزيرية ببغداد، 5 أبريل/نيسان 2023. أحمد الربيعي [وكالة الصحافة الفرنسية].

موقع الفاصل |

بغداد - يُمثل إعلان وزارة الكهرباء في السابع من أغسطس/آب علامة فارقة في معالجة نقص الطاقة الكهربائية وتحدياتها الذي استمر لعقود من الزمان في البلاد.

يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي يواجه فيه العراق ارتفاعًا حادًا في الطلب على الكهرباء، لا سيما خلال أشهر الصيف الحارقة، حيث غالبًا ما تتجاوز درجات الحرارة ٥٠ درجة مئوية.

لسنوات، عانت البلاد من انقطاعات التيار الكهربائي، مما أجبر المواطنين على الاعتماد على المولدات الخاصة باهظة الثمن لتلبية احتياجاتهم.

مع ذلك، يُشير إنجاز الوزارة إلى نقطة تحول محتملة لملايين العراقيين الذين يتوقون إلى إمدادات طاقة مستقرة وبأسعار معقولة.

تحقيق رقم قياسي

وفقًا للوزارة، تم تحقيق هذا الرقم القياسي من خلال الجمع بين تحديث البنية التحتية، وتحسين بروتوكولات الصيانة، والتعاون مع شركاء الطاقة الدوليين.

أتاحت هذه الجهود للعراق تعزيز إنتاج محطات الطاقة الحالية مع دمج وحدات جديدة في الشبكة الوطنية.

قال المتحدث باسم الوزارة: "هذه لحظة فخر للعراق. لقد عملنا بلا كلل للتغلب على التحديات وتحقيق تحسينات حقيقية في قطاع الكهرباء. ونظل ملتزمين بتزويد المنازل العراقية بطاقة كهربائية مستقرة".

خلال العام الماضي، أطلقت الوزارة مشاريع متنوعة تركز على الطاقة المتجددة، وتقليل ضائعات النقل، وتحديث شبكة الكهرباء.

تهدف هذه الجهود إلى زيادة الإنتاج مع ضمان توزيع أكثر موثوقية وعدالة للكهرباء.

لا تزال هناك تحديات

على الرغم من هذا النجاح، لا يزال قطاع الطاقة في العراق يواجه عقبات كبيرة. فمعظم البنية التحتية للكهرباء في البلاد قديمة وتتطلب استثمارات كبيرة لتلبية الطلب المتزايد.

لطالما أبطأت مشكلات مثل التأخيرات البيروقراطية والمخاوف الأمنية المستمرة التقدم.

كما يُشكل نقص الوقود تحديًا. في حين يُعدّ العراق أحد أكبر منتجي النفط في العالم، فإن العديد من محطات الطاقة تعتمد على واردات الغاز الطبيعي، والتي غالبًا ما تتعطل بسبب عوامل سياسية.

يحذّر خبراء الطاقة من أنه على الرغم من أن هذا الرقم القياسي يُعدّ خطوة في الاتجاه الصحيح، إلا أنه لا يزال بعيدًا عن الحل النهائي. يقول أحمد التميمي، محلل الطاقة المقيم في بغداد: "لا يزال قطاع الكهرباء في العراق يواجه تحديات هائلة". ويضيف: "هذا الإنجاز مُشجّع، لكن يجب على الحكومة تطبيق إصلاحات أعمق لضمان الاستدامة على المدى الطويل".

يتفاعل المواطنون بتفاؤل حذر

أثار هذا الإعلان لدى العراقيين مزيجًا من الأمل والتشكك. قالت رنا حسين، إحدى سكنة بغداد: "لقد سمعنا وعودًا مماثلة من قبل، لكن هذا يبدو مختلفًا". "إذا تمكنوا بالفعل من الحفاظ على استقرار الكهرباء، فسيُغيّر ذلك كل شيء بالنسبة لعائلات مثل عائلتي".

وعدت وزارة الكهرباء بزيادة الشفافية وتقديم تحديثات منتظمة حول تقدمها. كما أكد المسؤولون التزامهم بالسعي إلى شراكات واستثمارات دولية لتعزيز القطاع بشكل أكبر.

في حين يضع العراق نصب عينيه مواصلة التقدم، يرمز إنتاج الطاقة القياسي إلى نقطة تحول كبيرة. بينما لا يزال هناك الكثير من العمل، يُقدم هذا الإنجاز لمحةً عمّا يُمكن تحقيقه عندما يجتمع العزم والابتكار.

في الوقت الحالي، يراقب العراقيون عن كثب، آملين أن يكون هذا الإنجاز بدايةً لمستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *