أمن

خبراء يضغطون لتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية مع تزايد دسائسه حول العالم

حذرت الحكومات الغربية والخبراء من أنه ما لم يُتخذ قرار سريع بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية، فإن شبكته السرية العالمية ستواصل عملياتها المزعزِعة للاستقرار.

الصحفي مزدوج الجنسية وحيد بهشتي ينفذ اعتصاما أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن، مطالبا الحكومة البريطانية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. [روبن بوب/نورفوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]
الصحفي مزدوج الجنسية وحيد بهشتي ينفذ اعتصاما أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن، مطالبا الحكومة البريطانية بتصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. [روبن بوب/نورفوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]

عمر نور الدين |

أكد خبراء ومسؤولون ضرورة تصنيف الحرس الثوري الإيراني رسميا كمنظمة إرهابية، مع تزايد الأدلة التي تربط أجهزة الاستخبارات في طهران بعمليات تستهدف معارضين وصحفيين ومسؤولين حاليين وسابقين في الغرب.

وتأتي هذه الحاجة الملحة في أعقاب صدور بيان مشترك عن الولايات المتحدة و13 من حلفائها في 31 تموز/يوليو الماضي، أدان محاولات إيران "قتل واختطاف ومضايقة الناس في أوروبا وأميركا الشمالية في انتهاك واضح للسيادة".

وحذرت الحكومات على وجه التحديد من أن الأجهزة الإيرانية تتعاون بشكل متزايد مع شبكات إجرامية دولية لمهاجمة معارضيها في الخارج.

وقال خبير الشؤون الإيرانية فتحي السيد من مركز الشرق الأوسط للدراسات، إن الحرس الثوري دأب منذ زمن بعيد على تفويض العنف إلى جماعات مدربة ووكلاء بالنيابة، ما يتيح لطهران التنصل من المسؤولية.

وأضاف في تصريحه للفاصل "إن هذه العمليات تمتد اليوم من الشرق الأوسط ودول الخليج إلى أوروبا وصولا إلى أميركا الشمالية، ما يضفي عليها طابع الإرهاب الدولي".

من جهته، قال الخبير العسكري منصور الشهري إن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أصبح الآن أمرا ضروريا لنزع أي غطاء قانوني عنه.

وأشار إلى أن مثل هذه الخطوة ستتيح فرض عقوبات دولية منسقة وقيود مالية لــ"إحباط مخططات الحرس الثوري والقضاء على إرهابه الذي يهدد السلام في العديد من الدول".

شدد الشهري للفاصل على أنه "من دون مثل هذه الخطوة الحاسمة، ستواصل إيران استغلال الثغرات القانونية".

قضية متصاعدة

تتزايد الأدلة على المخططات المرتبطة بإيران في عدد من الدول الغربية.

في بريطانيا، كشف مدير جهاز الاستخبارات الداخلية، الجنرال كين ماكالوم، أن البلاد أحبطت أكثر من 20 مخططا منذ عام 2022.

وفي الوقت نفسه، اعتقلت السلطات الألمانية في تموز/يوليو مشتبها به متهما بالتجسس على أهداف يهودية في برلين لحساب طهران.

وربطت الاستخبارات الهولندية بشكل منفصل طهران بمحاولة اغتيال في عام 2024 استهدفت معارضا إيرانيا في المنفى، تم إحباطها عندما تدخلت الشرطة واعتقلت مشتبهين اثنين.

وكان أحدهما متورطا أيضا في حادثة إطلاق النار في مدريد التي استهدفت السياسي الإسباني أليخو فيدال-كوادراس، وهو من الداعمين القدامى لحركة المعارضة الإيرانية.

وعلى الضفة الأخرى من الأطلسي، أدانت هيئة محلفين فيدرالية في الولايات المتحدة في آذار/مارس عضوين من إحدى عصابات الجريمة في أوروبا الشرقية، بتهمة التخطيط لاغتيال صحفية إيرانية-أميركية لحساب الحرس الثوري الإيراني.

وقال الادعاء إن المخطط دبر من قبل شبكة في إيران تضمنت العميد في الحرس الثوري روح الله بزغندي.

رد دولي

رفضت وزارة الخارجية الإيرانية بيان 31 تموز/يوليو واعتبرته "اختلاقا سافرا وتكتيكا تضليليا". لكن الخبراء يردون بأن الأدلة تشير إلى إرهاب منظم ترعاه الدولة.

وقال بهنام بن طالبلو، الزميل الأقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "كلما اتّسع نطاق التحالف ضد شبكة التهديدات التي تقودها طهران – والتي تمتد من الوكلاء إلى الذئاب المنفردة وصولًا إلى عصابات الجريمة العابرة للحدود – زادت فرص إضعاف تهديدها الإرهابي".

وسبق لبعض الدول أن اتخذت بالفعل خطوات في هذا الاتجاه. إذ صنفت كندا الحرس الثوري عام 2024، رسميا بموجب قانونها الجنائي، ما أجبر البنوك على تجميد أصوله وجرم أي تعاملات معه.

وأقرت الجمعية الوطنية الفرنسية في وقت سابق من هذا العام قرارا يحث كلا من باريس والاتحاد الأوروبي على إدراج الحرس الثوري على القائمة السوداء.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *