إرهاب

سكان تعز باليمن يواجهون عقبات يومية لإرواء عطشهم وتلبية حاجاتهم الأساسية

أصبحت مهمة جلب المياه روتينا يوميا ومغامرة مميتة حيث تمنع الجماعة المدعومة من إيران الوصول إليها وتوزيعها في ثالث أكبر مدن اليمن.

نساء يبحثن عن الماء في مدينة تعز في هذه الصورة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 24 حزيران/يونيو. [حساب AdonisAldokhyny@ على منصة إكس]
نساء يبحثن عن الماء في مدينة تعز في هذه الصورة التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 24 حزيران/يونيو. [حساب AdonisAldokhyny@ على منصة إكس]

فيصل أبو بكر |

عدن - يستمر استخدام الحوثيين المياه كسلاح في مناطق سيطرة الجماعة باليمن في تعطيل حياة اليمنيين المضطرين لبذل جهود استثنائية للحصول على أبسط الاحتياجات الأساسية.

وقالت القاضية إشراق المقطري إن صعوبات الحصول على المياه ملحوظة بشكل حاد في تعز حيث لا تزال 4 من أصل 5 أحواض مائية بالمحافظة خاضعة لسيطرة الحوثيين أو في مناطق الصراع.

وأضافت لموقع الفاصل أن محطة المعالجة والتوزيع الرئيسية تقع في مدينة تعز التي تخضع لسيطرة الحكومة وهي محاصرة من قبل الحوثيين.

ولكن منعت الجماعة تدفق المياه من الأحواض التي تسيطر عليها إلى مدينة تعز، وفقا لتقرير صدر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في كانون الأول/ديسمبر 2023.

ولم يتم بعد تنفيذ اتفاق جديد لإدارة أنظمة الإمداد بشكل مشترك وإعادة تفعيل الخدمات الحيوية، ما يترك السكان غارقين في روتين مألوف.

وقالت زينب عبده وهي طالبة تدرس علوم الحاسوب في جامعة تعز "أحمل الحاسوب الشخصي صباحا للذهاب إلى الجامعة وفي المساء أحمل دبة فارغة عبوة 20 لترا لأقف في طوابير توزيع الماء لدى خزان السبيل في الحارة".

هذا وتبلغ كلفة صهريج الماء سعة 2000 لتر 30 ألف ريال يمني (أي أكثر من 11 دولارا) في تعز.

ومن جانبه، قال سائق سيارة الأجرة عبده غيلان إن كلفة المياه غالبا ما تتجاوز ما يكسبه في عمله، ما يجبره على إرسال أطفاله "للوقوف في طوابير توزيع المياه بشكل مجاني".

ولكن حتى المياه المجانية تأتي بثمن قاتل.

المجازفة بالحياة من أجل المياه

فأصاب قناصة الحوثيين وقتلوا حتى نساء وأطفال كانوا يبحثون عن الماء في مناطق التماس القريبة من المديريات الخاضعة للجماعة.

وفي 3 حزيران/يونيو، أصيب الفتى عبد الكريم عبد الله عبده أحمد البالغ من العمر 12 عاما بشظايا رصاصة قناص حوثي بالقرب من مسجد النجد، حسبما أورده موقع الثورة.

ونقل موقع أخبار اليمن أن امرأة وطفلة أصيبتا في 5 نيسان/أبريل برصاص القناصة في مديرية صالة.

وقد وقع الهجوم الأكثر عنفا يوم 17 آب/أغسطس 2020 حين أصيبت الطفلة رويدا التي كانت في الـ 9 من العمر، برصاص في الرأس أثناء حملها دبة مياه سعة 20 لترا في منطقة كلابة.

وذكرت المقطري أن "العناصر الحوثية تقطع إمدادات المياه عن تعز منذ 2015 حتى اليوم".

وأوضحت أن الآبار التي تغذي مؤسسة المياه بتعز موجودة في مناطق سيطرة الحوثيين، مبينة أن "العناصر الحوثية تقوم بمنع إمدادات المياه لهذه الآبار" ما يتسبب في "حدوث شح في المياه ومعاناة شديدة للسكان".

وأشارت إلى "ارتفاع عدد حالات القنص للأطفال والنساء الذين يذهبون لجلب الماء وأيضا لجلب الحطب"، قائلة إن جماعة الحوثي قامت بزرع الألغام في الطرق التي تستخدم لجلب الماء في مديريتي مقبنة وجبل حبشي.

وأكدت أن "هذه الانتهاكات تستهدف المدنيين، ما يفاقم الآلام والعذاب والقهر للأطفال والنساء"، لافتة إلى أن الحوثيين يفرضون قيودا على الوصول لموارد الماء وخزانات توزيع المياه وحتى المستشفيات.

وبالنسبة للطلاب مثل عبده، فإن الروتين مستمر: حاسوب في الصباح ودبة مياه في الليل، ما يجعلهم عالقين بين وعد التعليم وواقع البقاء على قيد الحياة.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *