مجتمع

لبنان يستذكر عاما من الصراع والنزوح

يلقي كثيرون في لبنان باللائمة على حزب الله في جر البلاد وشعبها إلى عام من الحروب والنزوح وانعدام الاستقرار الاقتصادي.

أشخاص يجلسون في ممر بمدرسة تأوي عائلات نازحة من جنوب لبنان، وذلك في بيروت يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]
أشخاص يجلسون في ممر بمدرسة تأوي عائلات نازحة من جنوب لبنان، وذلك في بيروت يوم 5 تشرين الأول/أكتوبر. [وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت - عشية 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت فاطمة ومحمود سويد يستعدان لقطف موسم الزيتون في قرية الضهيرة بجنوب لبنان.

ولكن قبل أن يتمكنا من البدء بذلك، شن حزب الله هجوما على إسرائيل انطلاقا من قريتهما ما أجبر الزوجين وسكان آخرين في الجنوب ومنطقة البقاع ومناطق أخرى يهيمن عليها حزب الله على النزوح والتشرد.

ومع حلول منتصف أيلول/سبتمبر كان حزب الله قد جر لبنان إلى حرب أدت حتى اليوم إلى مقتل 1928 شخصا وإصابة 9290 آخرين، وفقا لوحدة إدارة الكوارث التابعة للحكومة.

وبحسب وزارة الصحة، قُتل نحو 127 طفلا بينهم مائة في الأيام القليلة الأخيرة وأصيب 890 طفلا غيرهم.

وأعلنت وحدة إدارة الكوارث يوم 4 تشرين الأول/أكتوبر عن نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، منهم 160020 تم تسجيلهم في نحو 874 مركز إيواء.

دمار ونزوح

وفيما استأجرت العائلات الميسورة شققا، افترشت آلاف العائلات الطرقات والحدائق والساحات والشواطئ في مدن مثل صيدا وطرابلس.

وتحولت الواجهة البحرية لبيروت ووسط المدينة لمسكن بالهواء الطلق لآلاف العائلات.

وقالت سمر فقيه التي نزحت من الجنوب وباتت تفترش الأرض بساحة الشهداء في بيروت "ندفع ثمن وعود كاذبة لم تجلب لنا سوى التشرد والدمار والذل".

وفي الأشرفية استقرت عائلات نزحت من الجنوب في بيوت مستأجرة، وهي لا تخفي نقمتها على حزب الله.

وقالت رباب عطوي وهي تنتهي من التمون في سوبرماركت لموقع الفاصل، "خرب حزب الله بيتنا وبلدنا. ماذا جنى من حربه سوى دمار بيوتنا وقرانا؟"

وأضافت "ويكمل الآن على لبنان".

المدنيون يدفعون الثمن

وبدورها، قالت صديقتها رنيم خليفة للفاصل "أخذ حزب الله الطائفة الشيعية منذ نشأته لليوم رهينة كما لبنان، كرمى إيران التي تتخلى عنه اليوم".

وأضافت "ندفع نحن الثمن بنزوحنا ومواجهة آلاف العائلات التشرد والتجرد من كرامتهم".

وقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كان لبنان غارقا بالفعل في أزمة اقتصادية يلقي كثيرون باللائمة فيها على حزب الله، ويعيش 80 بالمائة من السكان الآن تحت خط الفقر.

وفي هذا الإطار، وجه رئيس الوزراء نجيب ميقاتي نداء عاجلا لجمع 426 مليون دولار لتوفير مساعدات إنسانية وإغاثية.

وخصص البنك الدولي 250 مليون دولار من المساعدات الطارئة للنازحين.

ويوم 4 تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تقديم ما يصل إلى 157 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة في لبنان والمنطقة.

وتعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 40 مليون يورو (44 مليون دولار).

هل أعجبك هذا المقال؟


يرجى إدخال الأرقام *