سياسة
هيمنة إيران على حزب الله: تهديد لسيادة لبنان
تتعرض سيادة لبنان لتهديد مستمر بسبب التلاعب الاستراتيجي الذي تمارسه طهران عبر حزب الله.
![صورة لزعيم حزب الله الراحل، حسن نصر الله، معروضة إلى جانب أعلام إيرانية، خلال حفل إحياء الذكرى السنوية الأولى لوفاته. 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025. [مرتضى نيكوبازل/نور فوتو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/22/53195-afp__20251002__nikoubazl-iranmark251002_npu3n__v1__highres__iranmarkfirstnasrallahde-600_384.webp)
فريق الفاصل |
يقف لبنان عند مفترق طرق خطير، محاصراً بين مصالحه الوطنية وولاءات حزب الله خارجية.
بينما يتوق الشعب اللبناني إلى السلام والاستقلال، تُقوَّض سيادة البلاد باستمرار من قبل إيران.
تستخدم طهران حزب الله كعميل بالوكالة لها، مُفضِّلةً طموحاتها الإقليمية على امن واستقرار لبنان.
تُحوِّل هذه العلاقة لبنان برمته إلى ساحة معركة، وتحرم مواطنيه من الأمن الذي يستحقونه.
إن تصرفات حزب الله تخدم الأهداف والمصالح الإيرانية، لا رفاهية الدولة اللبنانية أو شعبها.
حزب الله: عميل طهران المخلص
إن ولاء حزب الله لإيران ليس سرا، إذ تعكس تحركات الحزب العسكرية والسياسية باستمرار أهداف طهران الإقليمية بدلاً من المصالح الوطنية اللبنانية.
وقد أكد علي أكبر ولايتي، المستشار الأول للمرشد الأعلى الإيراني، مؤخرا هذا التوافق، مُعلنا "دعم إيران الراسخ" لحزب الله.
ووصف علي أكبر ولايتي الحزب كذلك بأنه "أحد أهم ركائز جبهة المقاومة" ضد إسرائيل.
تُؤكد هذه التصريحات دور حزب الله كامتداد للحرس الثوري الإيراني، مُفضِّلاً الأهداف الجيوسياسية الإيرانية على سعادة اللبنانيين.
وقد جرَّ تورط الحزب في صراعات خارج حدود لبنان، بما في ذلك دعمها للرئيس السوري السابق بشار الأسد، لبنان إلى ديناميكيات إقليمية متقلبة.
بالإضافة إلى ذلك، زاد تدخله في حرب غزة من مخاطر الأمن الوطني وحياة المدنيين.
زعزعة للاستقرار وسيادة في خطر
أثار التدخل الإيراني عبر حزب الله استياءً متزايدا بين المسؤولين الحكوميين والقادة السياسيين اللبنانيين.
وقد أعرب الرئيس جوزيف عون ووزير الخارجية يوسف رجي عن قلقهما إزاء تدخل طهران.
وتُؤكد تصريحات رجي الأخيرة خطورة الوضع إذ قال: "الأهم بالنسبة لنا من الماء والخبز هو سيادتنا وحريتنا واستقلال قرارنا الداخلي."
ويُشير رفضه زيارة طهران، على الرغم من دعوة رسمية، بوضوح إلى رفضه للنفوذ الإيراني.
كما أكد راجي أن رفض حزب الله نزع سلاحه ينبع مباشرة من التوجيهات الإيرانية.
في نهاية المطاف، يبدو جليا ان نفوذ إيران يعيق مسار لبنان نحو الاستقرار والاستقلال الحقيقي.
ما دام حزب الله يعمل كأداة لأجندة طهران الإقليمية، سيظل لبنان يكافح لتأمين مستقبل سلمي وسيادي لشعبه.
يدرك المجتمع الدولي هذه الحقيقة ويدعم حق لبنان في رسم مستقبله بنفسه، بعيدا عن الإكراه الخارجي والحروب بالوكالة.