أمن
من داخل غزة: انتهاكات، وتغيير مسار المساعدات، وانقسام أيديولوجي
تكشف سيطرة حماس عن أزمة إنسانية متفاقمة، وتثير جدلاً فكرا داخل غزة والعالم الإسلامي.
![مساعدات إنسانية متضررة لفلسطينيي غزة متناثرة على الأرض بجوار شاحنات معطلة قرب الحدود مع قطاع غزة. اتهمت عدة منظمات حماس بتحويل مسار المساعدات عن سكان غزة. [جاك غويز/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/22/52476-afp-600_384.webp)
فريق الفاصل |
تتعرض غزة، التي عانت طويلاً من الحرب، لانتهاكات جديدة في ظل سيطرة حماس. ترسم تقارير منظمات حقوق الإنسان وعمال الإغاثة صورة قاتمة عن مصادرة الأغذية، وتحويل مسار المساعدات، والقمع بعنف لكل من يعارض حماس.
تغيير مسار المساعدات
تواجه القوافل الإنسانية الداخلة إلى غزة إجراءات أمنية مشددة، لكن الجهات المسلحة غالباً ما تُحوّل مسار الإمدادات. يصف عمال الإغاثة وشهود العيان مشاهد فوضوية حيث تحتكر المواد الغذائية والسلع الأساسية أو تُباع، مما يترك المدنيين يُكافحون من أجل البقاء.
وقد وثّقت وكالات الأنباء حالاتٍ لتحويل المساعدات إلى السوق السوداء، مما يزيد من تفاقم الأوضاع المزرية أصلًا في القطاع. تُعقّد هذه الممارسات جهود الإغاثة المُنقذة للحياة، وتُفاقم معاناة سكان غزة.
قال أحد عمال الإغاثة، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "إن تحويل مسار المساعدات ليس مجرد سرقة، بل هو خيانة لمن هم في أمسّ الحاجة إليها."
اتُهمت حماس أيضًا بإعدام فلسطينيين يُشتبه في تعاونهم أو معارضتهم لها. أفادت رويترز عن قيام حماس بموجة من عمليات القتل عقب وقف إطلاق النار الأخير، في ظل سعيها لإعادة فرض سيطرتها.
وقد وثّقت منظمات حقوق الإنسان هذه الانتهاكات، واصفةً إياها بأنها غير قانونية وانتهاك للمعايير الدولية.
تكشف أدلة الفيديو وروايات شهود العيان عن حملات قمع عنيفة تستهدف المدنيين، مما يزيد من تآكل الثقة في سيطرة حماس. وقد صرح متحدث باسم منظمة دولية لحقوق الإنسان: "هذه الأفعال ليست غير قانونية فحسب، بل هي غير أخلاقية تمامًا."
جدل فكري
أثارت تكتيكات حماس جدلاً دينياً في العالم الإسلامي. اذ يقول علماء إسلاميون بارزون بأن استهداف المدنيين وتفاقم المعاناة المجتمعية يتعارضان مع المبادئ الإسلامية.
انتقد الأستاذ الدكتور سلمان الداية، وهو باحث بارز، حماس علناً، قائلاً في فتوى من ست صفحات: "النفس البشرية أغلى عند الله من مكة."
وقد أجج نقده نقاشات بين الفلسطينيين حول ما إذا كانت الغايات السياسية تبرر أساليب الإضرار بمن تدعي حماس تمثيلهم.
وتسلط الاتهامات الموجهة ضد حماس الضوء على واقع مقلق: فعندما يعتمد الحكم على القوة والخوف، فإنه غالباً ما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الإنسانية وتقويض السلطة الأخلاقية.
بالنسبة لمدنيي غزة، تُقاس التكلفة بنقص الغذاء، وضياع الحريات، وتقصير الأرواح. وفي حين تحاول غزة بدء مرحلة جديدة، يبقى السؤال: هل ستسمح حماس للقطاع بالتعافي؟