أمن

تحدي حزب الله لملف نزع السلاح يهدد سيادة لبنان واستقراره

فيما التزمت الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، ما زال رفض الجماعة الامتثال لهذ القرار يقوض سلطة الدولة ويعرض الاستقرار الإقليمي للخطر وويفتح الباب أمام أزمات جديدة تواجه البلاد.

أنصار حزب الله يتجمعون للاستماع إلى خطاب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 19 أيلول/سبتمبر. [فاضل عيتاني/نور فوتو/ وكالة الصحافة الفرنسية]
أنصار حزب الله يتجمعون للاستماع إلى خطاب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، في الضاحية الجنوبية لبيروت، في 19 أيلول/سبتمبر. [فاضل عيتاني/نور فوتو/ وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

أكد خبراء أن رفض حزب الله تسليم أسلحته يشكل تحديا مباشرا للدولة ويكرس حالة عدم الاستقرار، إضافة إلى تهديده السلام في المنطقة.

في مطلع آب/أغسطس، وجهت الحكومة اللبنانية طلبا إلى الجيش بإعداد خطة لنزع سلاح الفصائل، قدم على أثره قائد الجيش رودولف هيكل تلك الخطة في 5 أيلول/سبتمبر.

وبحسب وزير الخارجية يوسف رجي، تتضمن الخطة خمس مراحل تبدأ بنزع السلاح في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني خلال ثلاثة أشهر، قبل أن تمتد إلى بيروت والبقاع الشرقي.

لكن الخطة خلت من أي جدول زمني واضح يُحدد المراحل اللاحقة.

تحد سافر للسلطة

على الرغم من هذه الخطوة باتجاه إعادة تأكيد سلطة الدولة، رفض حزب الله الخطة رفضا قاطعا.

وقال المحلل السياسي ميشال شماعي، "إن ولاء حزب الله لإيران ما زال مستمرا، وهو يقوض سيادة لبنان".

وأضاف أن "تحدي حزب الله للدولة اللبنانية له بعد جيوسياسي يتجاوز حدود لبنان. وستكون عواقبه بالغة الخطورة، إذ لن يكون لبنان بمنأى عن النيران الإسرائيلية إذا استمر حزب الله على تعنته ورفضه الاندماج في مؤسسات الدولة".

ورأى شماعي إن حزب الله، رغم تكبده خسائر فادحة، ما زال يعرض لبنان لعدم الاستقرار.

وتابع أنه "في المرحلة الجديدة، لبنان ملتزم بإعادة بناء مؤسساته وإعادة بناء الدولة، ولا يمكنه الشروع في إحياء مؤسساته إذا استمر حزب الله في تقويض السيادة".

وأكد شماعي أن "هناك إجماع سياسي حول قرارات الحكومة بنزع سلاح حزب الله".

وأردف أن حزب الله لم يعد القوة التي كانها في السابق، مضيفا أن "طرق إمداده وشبكات تهريب الأسلحة والأموال والمخدرات قد قُطعت بشكل شبه نهائي".

تعقيدات إقلمية

من جهة أخرى، حذر خبراء من أن مقاومة حزب الله لعملية نزع السلاح ليست تحديا داخليا فحسب، بل تشكل أيضا تهديدا إقليميا.

وفي هذا السياق، قال علي خليفة، منسق حركة التحرير للبنان، إن "حزب الله قائم في جوهره على ترسانته المسلحة وجناحه العسكري، وهو في الواقع امتداد مباشر للحرس الثوري الإيراني في لبنان".

وكشف أن استراتيجية الحزب تجمع بين "التلقين الأيديولوجي لتدريب المقاتلين، واقتصاد السوق السوداء، وسردية ثقافية تخدم المرشد الأعلى [الإيراني] ومشروع السلاح".

وأوضح "لذا يستميت حزب الله كي لا يسلم سلاحه، لأنه من دونه لا وجود له"، لافتا إلى أن "حزب الله يحاول تجديد بنيته العسكرية".

أشار خليفة أيضا إلى تكثيف الحكومة لجهودها بهدف الحد من نفوذ حزب الله.

وتابع أن "شحنات الأسلحة المتجهة إلى حزب الله من سوريا يتم اعتراضها، والجيش اللبناني يصادرها".

وأكد خليفة أن قرارات الحكومة "مفصلية لاستعادة الدولة ومواجهة حزب الله بقوة الشرعية لفرض السيادة عليه كمجموعة خارجة عن القانون".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *