أمن
أستراليا تطرد المبعوث الإيراني على خلفية هجمات معادية للسامية
الخطوة الحاسمة التي اتخذتها كانبرا تبرز عمليات النظام الإيراني العالمية الرامية إلى زعزعة السلم.
![أطفال من الجالية اليهودية في ملبورن يتأملون رسائل التقدير الموضوعة خارج كنيس أداس إسرائيل الذي تضرر بفعل الحريق في 10 كانون الأول/ديسمبر 2024. وقد قام رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي بجولة في الموقع في اليوم نفسه، داعيا إلى الوحدة الوطنية بعد ما ندد بما وصفه هجوما حارقا "شيطانيا". [ويليام وست/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/09/12/51910-melbourne-adass-synagogue-600_384.webp)
نور الدين عمر |
طردت أستراليا السفير الإيراني وأقفلت سفارتها في طهران وصنفت الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية بعد اكتشاف دور النظام في هجومين معاديين للسامية نفذا بإضرام النار على مواقع تابعة للجالية اليهودية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تقوم فيها كانبيرا بطرد سفير أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية.
ووصف رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز الهجمات بقنابل حارقة استهدفت مطعما كوشر وكنيسا في ملبورن، بأنها "أعمال عدائية خطيرة" هدفها تمزيق نسيج المجتمع الأسترالي.
وأكدت وكالة الاستخبارات في البلاد أن الاعتداءات نُفذت بواسطة وكلاء إجراميين محليين جرى تجنيدهم وتمويلهم من قبل عناصر إيرانيين.
نشاط مزعزع للاستقرار
وأوضح خبراء في مجال الإرهاب لموقع الفاصل أن المخطط أخفي عبر طبقات من الوسطاء، فيما يعد سمة مميزة للأنشطة السرية التي يديرها النظام.
وقالوا إن الهجمات تكشف عن الجهد المتعمد الذي يبذله الحرس الثوري لتصدير انعدام الاستقرار.
وفي هذا السياق، ذكر المحامي محمد العبد الله أن الحرس الثوري "قام بمحاولة زعزعة الأمن في أستراليا" باستخدام الأساليب التي طبقها في دول أخرى لاستغلال الانقسامات وإضعاف التماسك الاجتماعي.
وأشار في حديث للفاصل إلى أن الحرس الثوري دأب على اتباع هذا النهج، من خلال تأجيج التوترات وخلق ثغرات أمنية ليستغلها لاحقا.
من جهته، اعتبر المحلل العسكري وائل عبد المطلب أن التدابير التي اتخذتها كانبيرا تشكل تحولا مهما في "مواجهة مخططات إيران".
لكنه شدد على ضرورة الاستمرار بالتحقيق في "الخلايا التي تعمل على الأرض"، مشيرا إلى أدلة تظهر أن الأهداف اليهودية اختيرت عمدا عبر شبكات محلية تلاعب بها العملاء الإيرانيون.
وأثارت هذه الاكتشافات مخاوف المجتمع اليهودي في أستراليا.
من جانبه، قال ألكس ريفشين من المجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، إنهم أكدوا صحة "المخاوف الكبرى التي يتوجس منها مجتمعنا".
وأضاف أن "هذه الهجمات التي حرض عليها النظام الإيراني هي هجوم على أمتنا وسيادتنا، وهي تثير غضبنا كأستراليين".
نمط عالمي
تنسجم نتائج التحقيقات الأسترالية مع ما تراكم من أدلة مماثلة في دول أخرى.
وكانت الأجهزة الأمنية في المملكة المتحدة والسويد قد اتهمت طهران بتنظيم عمليات عنيفة بواسطة عناصر مأجورين.
يتبع الحرس الثوري الإيراني نهجا ثابتا يقوم على استغلال الشبكات الإجرامية، واستهداف المجتمعات اليهودية، والتستر على أنشطته عبر مجموعات يتعاقد معها.
في هذا الإطار، قال المدير العام لأجهزة الاستخبارات في أستراليا، مايك بورغس، إن هذه الطريقة اعتمدت في هجمات سيدني وملبورن.
وأكد أنه تم توظيف سلسلة من الوسطاء "لإخفاء تورط إيران"، محذرا من إمكانية أن يكون النظام قد أمر فعلا بتنفيذ مخططات أخرى في أستراليا.
وقال عبد المطلب إن الاكتشافات تفضح ازدواجية قادة إيران.
وأضاف أن "تصدير الحرس الثوري الإيراني للإرهاب، وهجماته على المجتمعات اليهودية على وجه الخصوص، يؤكد أن المسؤولين الإيرانيين يكذبون عندما ينكرون استهداف اليهود العاديين".
وشدد على أن الرد الدولي ليس موجها ضد الشعب الإيراني، بل ضد حكامه الذين ينشرون الإرهاب خدمة لمصالحهم.
وقال مسؤولون إن مواجهة النفوذ السري لطهران لا يقتصر على حماية جالية واحدة، بل يشمل أيضا حماية نسيج ديموقراطية متعددة الثقافات من التدخل العدائي.