أمن

إيران تتخلى عن حلفائها: تحذير للحوثيين

إن مطالبة السياسي الإيراني السابق لفنزويلا بتسديد ديونها المستحقة التي تزيد عن ملياري دولار على الفور، تُقدم لمحة واضحة عن النهج الحقيقي الذي تتبعه طهران في تعاملها مع تحالفاتها.

مقاتلون حوثيون بالقرب من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتلون حوثيون بالقرب من العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2025. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق الفاصل |

إيران تتخلى عن حلفائها: تحذير للحوثيين

يُقدّم الطلب الأخير الذي تقدّم به سياسي إيراني سابق، والذي يطالب فيه فنزويلا بتسديد ديونها المستحقة التي تتجاوز ملياري دولار على الفور، لمحةً واضحة عن النهج الحقيقي الذي تتبعه طهران في تحالفاتها.

فعندما تتغير الظروف، ويصبح الشركاء عبئًا، تنسحب إيران بسرعة، مُفضّلةً بقاءها على أي مفهوم للولاء.

وحذّر حشمت الله فلاحات بيشه، الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، من أن طهران خرجت "خالية الوفاض" بعد انهيار حكومة الأسد في سوريا.

وأضاف أن القادة الإيرانيين يخشون الآن نتيجة مماثلة في فنزويلا بعد فقدان حليف رئيسي في سوريا.

يجب أن يكون هذا النمط بمثابة تحذير صارخ للحوثيين، الذين ما زالوا يعتمدون بشكل كبير على الدعم الإيراني.

سجل حافل بالتخلي

يُؤكد سعي إيران لاستعادة أصولها في فنزويلا حقيقةً راسخة: تحالفات طهران قائمة على المصالح، وهشة، ومتجذرة في المصلحة الذاتية.

ويشير بيانه إلى أن إيران تسارع لتأمين مصالحها المالية وتجنب تكرار ما حدث في سوريا، حيث تبخرت مليارات الدولارات بعد سقوط الأسد.

هذا السلوك ليس استثناءً، بل هو سمة ثابتة في السياسة الخارجية الإيرانية.

فعندما يضعف الشركاء، تنأى طهران بنفسها، تاركةً الحلفاء السابقين ليتحملوا العواقب وحدهم.

الرسالة واضحة: ولاء إيران يدوم فقط ما دامت مصالحها محمية.

على الحوثيين أن ينتبهوا

يجب على الحوثيين، الذين استفادوا طويلا من الأسلحة والتدريب والدعم السياسي الإيراني، أن ينظروا إلى هذه التطورات بحذر.

لم يكن دعم إيران متجذرًا في أيديولوجية مشتركة أو تضامن إقليمي مع الشعب اليمني.

بل إن الحوثيين يمثلون وكيلا مناسبا، مفيدًا للضغط على الخصوم، وتعطيل الاستقرار الإقليمي، وتوسيع نفوذ طهران.

مع ذلك، وكما رأينا في سوريا، تتخلى إيران عن حلفائها لحظة أن يصبحوا عبئا.

إذا واجه الحوثيون انتكاسات عسكرية أو سياسية متزايدة، فلن تتردد طهران في سحب دعمها، تاركةً إياهم معزولين ومكشوفين.

في نهاية المطاف، تكشف تصرفات إيران عن استراتيجية أوسع نطاقًا مبنية على الاستغلال لا على الشراكة.

سواء في أمريكا اللاتينية أو الشرق الأوسط، تتعامل طهران مع حلفائها كأدوات يمكن الاستغناء عنها، وأصول تُستخدم ثم تُهمل عندما لم تعد مجدية.

يجب على الحوثيين إدراك هذه الحقيقة الصارخة، فهم أيضًا يُتركون وحيدين.

إن مطالبة إيران لفنزويلا بسداد الديون تتجاوز مجرد مسألة مالية أو تحصيل ديون. إنها بمثابة تحذير لمن يعتمدون على طهران: التخلي عنهم ليس خيارًا، بل هو أمرٌ حتمي.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات