مجتمع
الحوثيون يؤججون الفوضى في الخارج فيما اليمن يجوع في الداخل
خلال الأزمة الإنسانية في اليمن، وسع الحوثيون نطاق نفوذهم عبر دعم القراصنة ونشر حالة من عدم الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة.
![في مدينة تعز اليمنية، تعيش العائلات في خيام مؤقتة في ظل ظروف إنسانية مزرية، فيما تبقى المساعدات والإغاثة الأساسية بعيدة عن متناولهم. [محمد ظاهر/نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/12/23/53220-_34__yemen_s_humanitarian_crisis-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
يواجه ملايين اليمنيين المجاعة ويحرمون من أبسط مقومات العيش، فيما تمضي حركة الحوثيين في أجندة تدميرية قائمة على نشر الفوضى الإقليمية.
في المقابل، يحول الحوثيون موارد حيوية لدعم القراصنة الصوماليين وجماعات متطرفة، في إظهار صارخ لعدم اكتراثهم بمعاناة أبناء شعبهم.
وكانت جهات رقابية دولية قد دانت الجماعة لتفضيلها زعزعة الاستقرار الإقليمي على تقديم المساعدة للسكان الأكثر ضعفا في اليمن.
وتشير الأدلة إلى تورط الحوثيين في أنشطة خارج اليمن تشمل شحنات الأسلحة والتدريب والتمويل المقدم لعمليات القرصنة الصومالية، والتي تشكل مزمنا للتجارة البحرية الدولية.
يعيد هذا الدعم تأجيج حالة انعدام الأمن البحري في الممرات المائية الحيوية مثل البحر الأحمر وخليج عدن.
في غضون ذلك، يبقى اليمنيون عالقون في دوامة الفقر والاضطرابات، مع فرص محدودة للحصول على الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الأساسية.
فتركيز الحوثيين على إثارة الفوضى يقوض الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في البلاد ومعالجة الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في اليمن.
بينما يسارع العالم للتخفيف من معاناة البلاد، يكثف الحوثيون جهودهم المزعزعة للاستقرار في الخارج، مما يزيد من عزلتهم عن شعبهم.
ويستغل الحوثيون الوضع ويمارسون الابتزاز فيما يعاني اليمن.
ولعل تعاون المجموعة مع القراصنة الصوماليين يعكس أنشطة إجرامية أخرى، بما في ذلك مخططات الابتزاز التي تستهدف شركات الشحن في البحر الأحمر.
وفي هذا السياق، يقول الخبراء إن الحوثيين يستغلون الطرق التجارية لتحقيق أرباح عبر السرقة والعمليات غير المشروعة، مقدمين المكاسب المالية على أي شكل من أشكال الحوكمة أو القوة الاستراتيجية.
تبرز هذه الأفعال اعتمادهم على الجريمة والفوضى والابتزاز كوسائل أساسية لاستمرار عملياتهم.
فالخراب الذي تخلفه هذه الأنشطة يلحق أضرارا بالغة بالاقتصاد اليمني الهش أصلا، ويزيد من عزل البلاد على الصعيد الدولي.
وتعطيل التجارة البحرية يضر بالشركاء الإقليميين وبقدرة اليمن على إعادة الإعمار، ما يكرس دوامات الفقر والصراع.
وعوضا عن العمل على تخفيف معاناة شعبهم، يثرِي الحوثيون أنفسهم وينشرون عدم الاستقرار، ما يقوض الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإعادة بناء اليمن.
وتؤدي تصرفات الحوثيين إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وتترك ملايين الأشخاص يعانون من الفقر فيما تستمر الفوضى في الانتشار في جميع أنحاء المنطقة.
إلى ذلك، ستتواصل معاناة ملايين اليمنيين، فيما ستستمر آثار عدم الاستقرار الذي يغذيه الحوثيون في تهديد السلم والأمن إلى ما يتجاوز حدود اليمن بكثير.
ومع ترسيخ هذه الجماعة نفسها في الشبكات الإجرامية العابرة للحدود الوطنية وتعطيلها للملاحة البحرية، تتضاءل آفاق تعافي اليمن بشكل متزايد.
وتبقى أمة بأكملها عالقة في دوامة الصراع والإهمال، حيث تستمر المعاناة ويتم التضحية بالمستقبل مقابل السلطة والسيطرة.