أمن

الحوثيون يعطون الأولوية لمناورات دعائية ضد الغرب بدلا من معالجة الأزمة الإنسانية باليمن

وسط معاناة اليمن، يركز الحوثيون المدعومون من إيران على العقوبات والهجمات على الأهداف الغربية، وهي أفعال يصفها خبراء بالدعاية الفارغة.

فيصل أبو بكر |

في حين يجري الحوثيون استعراضات لجذب الانتباه ضد أهداف غربية، تستمر الأزمة الإنسانية في اليمن بالتفاقم.

حيث يظل ملايين اليمنيين بدون مواد غذائية أو رعاية صحية أو أمان.

وقال خبراء إنه عوضا عن التركيز على بوادر رمزية مضادة للغرب، على الجماعة أن تحوّل انتباهها باتجاه إعادة بناء البلد الذي تزعم الدفاع عنه.

ورفضوا العقوبات الأخيرة التي فرضتها الجماعة المدعومة من إيران على شركات النفط الغربية، معتبرين ذلك مسرحية سياسية تهدف لمواجهة الضغط الأميركي المتزايد وليست خطوة سياسية مشروعة.

وفي 30 أيلول/سبتمبر، أعلن مركز تنسيق العمليات الإنسانية فرض عقوبات على 13 شركة أميركية، منها إكسون موبيل وشيفرون إضافة إلى 9 تنفيذيين وسفينتين.

وزعم المركز أن هذه العقوبات جاءت ردا على العقوبات الأميركية التي فرضت في وقت سابق من العام الجاري رغم اتفاق هدنة وقّع سابقا.

مهمة ابتزاز

وقال خبراء إن مركز تنسيق العمليات الإنسانية الذي تم تشكيله للتنسيق بين الحوثيين وشركات الشحن التجاري هو ذراع ابتزاز أكثر من كونه جهة منظِمة شرعية.

وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي عبد القادر الخراز مدير المشاريع البحثية بالمركز الديموقراطي العربي في برلين أن "مركز تنسيق العمليات الإنسانية هو الجهة التي تتولى تحديد السفن المارة بخط الملاحة الدولية وتقوم بعمليات تحايل وتضليل على شركات الشحن للتفاوض معها تحت ذريعة تأمين مرور آمن".

وأضاف أن "هذا المركز هو أداة بيد الحوثيين لتهديد السفن وقصفها وابتزاز شركات الشحن البحري".

وتابع أن "الحوثيين لا يمتلكون أدوات فرض العقوبات، لكنهم يهددون الملاحة الدولية ويمارسون أعمال القرصنة، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن وزعزعة استقرار المنطقة".

وشدد على أن أفعال الحوثيين تظهر عدم اكتراثهم باستقرار اليمن وحاجات شعبه.

وأوضح أن "هجماتهم تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، ما ينعكس بشكل مباشر على احتياجات اليمنيين الأساسية من غذاء وخدمات وأمن".

تجاهل احتياجات الشعب

ومن جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد إن الإعلان عن العقوبات الأخيرة هو مجرد دعاية إعلامية تهدف إلى إشغال أنصار الجماعة والرأي العام الداخلي لصرف الأنظار عن الأزمة الغذائية الحادة وتوسع دائرة الفقر والمعاناة.

ووصف أحمد التحرك بأنه استراتيجية خارجية أوسع تخدم المصالح الجيوسياسية لإيران.

واعتبر أن "استهداف السفينة الهولندية جاء عقب تفعيل أوروبا آلية الزناد لتشديد العقوبات على إيران".

وفي 29 أيلول/سبتمبر أي قبل يوم من الإعلان عن العقوبات، أطلق الحوثيون صاروخا موجها على سفينة الشحن التي تحمل العلم الهولندي مينيرفاغراخت في خليج عدن.

وأدى الهجوم إلى اندلاع النار بالسفينة وإصابة 2 من أفراد الطاقم.

وأشار أحمد إلى أن "الحوثيين ينفذون أجندة النظام الإيراني في مواجهة العقوبات الغربية المفروضة على هذا النظام والكيانات المرتبطة به".

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *