سياسة

تسريبات تكشف ازدراء الأسد لحزب الله، وتحطم أسطورة "المقاومة"

مقاطع فيديو مسربة تكشف ازدراء الأسد لحزب الله، وتفضح واجهة الوحدة الكاذبة وراء خطاب "المقاومة."

رجل وأطفال يجلسون تحت ملصقات لمقاتلي حزب الله قُتلوا في سوريا. 13 مارس/آذار 2018. [جورج أورفاليان/وكالة الصحافة الفرنسية]
رجل وأطفال يجلسون تحت ملصقات لمقاتلي حزب الله قُتلوا في سوريا. 13 مارس/آذار 2018. [جورج أورفاليان/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق الفاصل |

كشفت تسريبات حديثة لمحادثات خاصة للرئيس السوري السابق بشار الأسد عن مشاعره الحقيقية تجاه حزب الله.

وتفضح التسريبات علاقة قائمة على الاستغلال التكتيكي بدلاً من الأيديولوجية المشتركة.

وتسلط هذه الكشوفات الضوء على ازدراء الأسد العميق للتنظيم اللبناني، مصوراً إياهم كبيادق يمكن التضحية بها لضمان بقاء نظامه.

بالنسبة لحزب الله، يمثل هذا الكشف صدمة مريرة. فهو يفضح الثمن الباهظ الذي دفعوه من آلاف الأرواح التي فُقدت في سوريا، ليواجهوا في النهاية سخرية النظام الذي دافعوا عنه.

أداة تُستخدم ثم تُرمى

تُظهر لقطات فيديو مسربة الأسد ومستشارته الإعلامية السابقة، لونا الشبل، وهما يسخران علناً من حزب الله.

في إحدى المحادثات، قللت الشبل من شأن القدرات العسكرية لحزب الله، مشيرة إلى أن الجيش السوري قد تفوق عليهم في الخبرة، وهو شعور وافقها عليه الأسد.

وسخرت منهم أيضاً قائلة إنه بينما يدّعون أنهم خبراء في حرب الشوارع، إلا أنهم اختفوا بمجرد أن اشتدت الأمور.

إن ازدراء الأسد التام لحزب الله يقوض أي مفاهيم للتضامن أو الاحترام تجاه الجماعة.

بالنسبة له، كان التحالف مجرد استراتيجية للحفاظ على نظامه، حيث كان الجميع، مقاتلين ومؤيدين على حد سواء، قابلين للتضحية بهم في نهاية المطاف.

تتناقض هذه التصريحات الخاصة بشكل صارخ مع الرواية العامة للجبهة الموحدة.

لسنوات، تم نشر آلاف من مقاتلي الجماعة في سوريا بذريعة حماية الأضرحة المقدسة.

ومع ذلك، تشير التسريبات إلى أن جهودهم كانت مجرد خدمة لإطالة أمد سيطرة الأسد على السلطة وتعزيز طموحات إيران الجيوسياسية.

يشير استخفاف الأسد إلى أنه لم ينظر إلى هؤلاء المقاتلين كرفاق سلاح، بل كبيادق في لعبة أكبر.

واجهة "المقاومة" تنهار

لطالما كان مفهوم "محور المقاومة" حجر الزاوية في أجندة إيران الخبيثة، حيث يصور صورة تحالف راسخ.

ومع ذلك، فقد أدى سقوط نظام الأسد إلى إلحاق أضرار جسيمة بهذه الشبكة، وكشف نقاط ضعفها. تُقوّض هذه التسريبات هذه الواجهة بشكل أكبر من خلال فضح الطبيعة النفعية والاستغلالية للعلاقة بين الأسد وإيران و"محور المقاومة."

ومن سخرية القدر، تكشف بعض الوثائق التي عُثر عليها بعد سقوط نظام الأسد عن قناة اتصال سرية بين سوريا وإسرائيل.

كان الهدف من هذه القناة الحد من نفوذ إيران ونقل الأسلحة إلى حزب الله داخل سوريا.

تؤكد هذه الكشوفات أن الأسد كان مستعداً للعب على جميع الأطراف لضمان بقائه، حتى على حساب حلفائه الإيرانيين وحزب الله.

إن السخرية الداخلية والخداع الاستراتيجي الذي كشفته هذه التسريبات يرسم صورة واضحة لنوايا الأسد.

بالنسبة لآلاف مقاتلي حزب الله الذين فقدوا حياتهم في سوريا، تكشف هذه الحقيقة عن خيانة مُروّعة.

فبدلاً من تحقيق الأهداف السامية التي وعدهم بها قادتهم، عومل هؤلاء الرجال كموارد يمكن الاستغناء عنها، وسُخر من تضحياتهم بدلاً من تكريمها.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات