حقوق الإنسان

الحوثيّون يصعدون حملتهم القمعية ضد اليمنيين، مهددين الحقوق والاستقرار الإقليمي

يسلط اعتقال الحوثيين المدعومين من إيران لأكثر من ألف يمني على خلفية احتفالهم بثورة أيلول/سبتمبر، الضوء على الاعتداءات المتصاعدة للجماعة ومحوها للهوية الوطنية وتهديدها المتزايد للاستقرار الإقليمي.

قوات الأمن اليمنية في استعراض عسكري بتعز في 26 أيلول/سبتمبر 2022، إحياء للذكرى 56 لثورة 1962 التي أسست الجمهورية اليمنية. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]
قوات الأمن اليمنية في استعراض عسكري بتعز في 26 أيلول/سبتمبر 2022، إحياء للذكرى 56 لثورة 1962 التي أسست الجمهورية اليمنية. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

فيصل أبو بكر |

حذر ناشطون بمجال حقوق الإنسان من أن الانتهاكات المتصاعدة لجماعة الحوثي المدعومة من إيران بحق اليمنيين ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية.

وأصبحت الاعتقالات التعسفية والمداهمات المنزلية والاختفاءات القسرية والاستخدام الواسع للألغام البرية والعنف العشوائي الذي أدى إلى مقتل أو إصابة عشرات الآلاف.

وقال محمد العمدة رئيس الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في 27 أيلول/سبتمبر إن ميليشيات الحوثي اعتقلت 1063 شخصا في عدد من المحافظات خلال احتفالات الثورة، بينهم 450 شخصا اعتقلوا العام الماضي وحده.

وأضاف أنه تم خلال العام الجاري توثيق ما لا يقل عن 613 حالة اعتقال وإخفاء قسري.

وأشار إلى تسجيل 123 حالة مداهمة واقتحام منازل خلال شهر أيلول/سبتمبر فقط، علما أن كل هذه الحالات مرتبطة بمحاولة مواطنين الاحتفال بثورة 26 أيلول/سبتمبر ورفع العلم الوطني.

وحدثت الاعتقالات في أماكن عامة مثل الطرقات والأسواق والمساجد إلى جانب المنازل. ويتم عادة تقييد الضحايا ومصادرة هواتفهم ووثائقهم قبل نقلهم إلى مراكز احتجاز سرية.

بدوره، قال الناشط رياض الدبعي لموقع الفاصل "لا يوجد أي مبرر قانوني أو أخلاقي لاعتقال اليمنيين لمجرد رغبتهم في إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر".

وأضاف أن "الاعتقالات التعسفية ومداهمات المنازل ومصادرة الممتلكات تعكس عقلية سلطوية لا تؤمن بحقوق الناس ولا تقدر تضحيات اليمنيين من أجل الحرية والجمهورية".

وتابع أن جماعة الحوثي لا تسعى إلى بناء دولة، بل إلى فرض سلطة أمر واقع بالقوة.

ومن جانبه، ردد المحلل السياسي عبدالله إسماعيل الأمر نفسه، قائلا إن "من يرفض فكر الجماعة أو يخالف مشروعها السلالي يتعرض لهذه الانتهاكات".

ورجح أن يكون عدد المعتقلين الحقيقي أكبر بكثير مما تم توثيقه.

زعزعة الاستقرار الإقليمي

ولا تقتصر الانتهاكات المنهجية للحوثيين على استهداف الأفراد، بل تقوض أيضا الهوية التاريخية لليمن والاستقرار الإقليمي.

وعبر قمع الاحتفالات الوطنية المرتبطة بثورة 26 أيلول/سبتمبر في اليمن، تسعى الجماعة إلى محو رموز الجمهورية واستبدالها بنظام طائفي استبدادي.

وفي هذا السياق، حذر فيصل المجيدي وكيل وزارة العدل من أن حملة عنف الحوثيين غير محصورة بحدود اليمن.

,أوضح للفاصل أنهم "قتلوا وأصابوا أكثر من 55 ألف مدني، من بينهم زعماء قبائل وشخصيات اجتماعية. واستخدموا الألغام التي قتلت أو أصابت أكثر من 7 آلاف مدني".

واعتبر أن "استمرار هذه الجرائم لا يهدد استقرار اليمن فحسب، بل يهدد أمن المنطقة بأكملها من باب المندب إلى الخليج العربي".

وبحسب المجيدي، إن قمع احتفالات ثورة أيلول/سبتمبر "يعكس مشروعا أخطر من مجرد منع فعالية شعبية. فهو مشروع يهدف إلى محو الهوية الوطنية اليمنية وتكريس حكم استبدادي طائفي".

ويسلط اعتقال أكثر من ألف يمني خلال العام الجاري على خلفية تعبيرهم عن فخرهم بالوطن، الضوء على هذه الأجندة.

إلى جانب الخسائر البشرية الواسعة في صفوف المدنيين وحالات النزوح، تجسد أفعال الحوثيين أزمة إنسانية وتهديدا استراتيجيا لمنطقة الشرق الأوسط.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *