مجتمع
رحلة السكك الحديدية العراقية: استثمار بقيمة 930 مليون دولار لتعزيز التجارة والنمو
ينطلق العراق في رحلة تحولية لتحديث منظومته من السكك الحديدية.
![قطار جديد سيربط العاصمة العراقية بغداد بمدينة البصرة الجنوبية متوقف في محطة للسكك الحديدية في بغداد، في 20 مايو/أيار 2014. [وكالة الصحافة الفرنسية].](/gc1/images/2025/09/24/52088-iraq_railway-600_384.webp)
موقع الفاصل |
بغداد - بدعم استثماري بقيمة 930 مليون دولار من قبل البنك الدولي، يهدف هذا المشروع الطموح إلى ترسيخ مكانة العراق كمركز تجاري إقليمي. حيث من شأن هذا المشروع أن يدفع عجلة النمو الاقتصادي، ويعزز الترابط عبر منطقة الشرق الأوسط.
(نقطة تحول) في اقتصاد العراق
يُمثل تمويل البنك الدولي حجر الزاوية في مبادرة طريق التنمية العراقي، التي تُركز على تطوير البنية التحتية لتعزيز التجارة والترابط.
من خلال تطوير شبكة السكك الحديدية، يُتوقع أن يُصبح العراق حلقة وصل حيوية بين آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
صرح جان كريستوف كاريت، مدير قسم الشرق الأوسط في البنك الدولي بالقول: "يُعد هذا المشروع حيويًا لتحويل العراق إلى مركز نقل إقليمي، وللمساعدة على تحقيق أهداف مشروع طريق التنمية العراقي المتمثل في تحسين الترابط والتنويع الاقتصادي والنمو".
سيُحدّث هذا المشروع السكك الحديدية الحالية، ويُوسّع المسارات الرئيسية، ويُدمج التقنيات المتقدمة لتحسين السلامة والكفاءة.
وفقًا للبنك الدولي، سيعزز هذا الجهد إلى حد بعيد التجارة داخل العراق ومع الدول المجاورة. كما سيخفض تكاليف النقل، ويجذب الاستثمارات الأجنبية، ويخلق فرصًا اقتصادية جديدة.
بالنسبة للعراق، الذي يسعى لتنويع اقتصاده بعيداً عن النفط، يُمثل هذا المشروع خطوة حيوية نحو النمو المستدام.
كما أن موقع العراق الاستراتيجي يجعله جسراً طبيعياً للتجارة بين القارات. يهدف تحديث السكك الحديدية إلى إنشاء ممرات تجارية جديدة، تربط العراق بدول مثل تركيا والأردن. سيعزز من الروابط الإقليمية، ويطلق العنان لإمكانيات اقتصادية جديدة.
سيتيح نظام السكك الحديدية المُطور حركة أسرع وأكثر كفاءة لنقل البضائع والأشخاص. كما يوفر بديلاً صديقاً للبيئة للنقل البري، مما يساعد العراق على تقليل بصمته الكربونية مع تحسين الكفاءة اللوجستية.
الفوائد الاقتصادية والاجتماعية
من المتوقع أن يوفر مشروع السكك الحديدية آلاف الوظائف، بدءاً من الإنشاءات ووصولاً إلى العمليات طويلة الأجل. كما سيحفز الاقتصادات المحلية، ويوفر فرصًا لتطوير المهارات للعمال العراقيين.
بالنسبة للشركات، تعني السكك الحديدية الحديثة نقلاً أسرع وأرخص وأكثر موثوقية. وهذا سيساعد على تقليل التحديات اللوجستية، مما يجعل المنتجات العراقية أكثر تنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.
علاوة على ذلك، سيُحسّن تطوير ربط السكك الحديدية جودة حياة العراقيين من خلال جعل السفر أكثر أماناً وسهولة.
التغلب على التحديات
عانى نظام السكك الحديدية في العراق عقوداً من الإهمال ونقص الاستثمار والأضرار الناجمة عن النزاعات والحروب. تتطلب إعادة بنائه تخطيطاً دقيقاً وتنفيذاً فعّالاً وتمويلاً مستداماً.
لذا، تضمن مشاركة البنك الدولي أساساً متيناً للنجاح، من خلال تقديم الخبرة الفنية والدعم المالي.
يُجسّد المشروع أيضاً التزام العراق بالتغلب على تحدياته وبناء مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً لشعبه.
لا يقتصر تحديث السكك الحديدية هذا على تحسين البنية التحتية فحسب، بل يُظهر عزم العراق على التغلب على التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقاً.
مع بدء سير القطارات على المسارات المطورة حديثاً، ستحمل هذه القطارات أكثر من مجرد البضائع والركاب. ستحمل معها وعداً بالتقدم والفرص والتغيير. العراق ماضٍ في التقدم، والعالم بأسره يرى ذلك.