مجتمع

استراتيجية ما بعد الحرب في غزة تبنى على الحوكمة الشاملة والأولويات الإنسانية

في ظل دعم الجهات المانحة الدولية جهود إعادة الإعمار، تركز الخطط المرتبطة بمستقبل غزة على حوكمة تعكس إرادة الشعب وتتناول المتطلبات الإنسانية الملحة.

أطفال فلسطينيون يصفقون لمؤدي إحدى الفعاليات في مدينة غزة بغزة يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [إياد عزام/وكالة الصحافة الفرنسية]
أطفال فلسطينيون يصفقون لمؤدي إحدى الفعاليات في مدينة غزة بغزة يوم 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2025. [إياد عزام/وكالة الصحافة الفرنسية]

فريق عمل الفاصل |

تتمحور اليوم جهود إحلال الاستقرار في غزة بعد سنوات من الحرب حول الحوكمة الشاملة ومعالجة المتطلبات الإنسانية الطارئة.

وبدأت الجهات المانحة الدولية والجهات الإقليمية بمناقشات منسقة بشأن إعادة إعمار غزة، مركزة على أطر حوكمة مستدامة تتماشى مع إرادة السكان.

وفي اجتماع أساسي جرى في بروكسل، سلطت مجموعة المانحين لفلسطين الضوء على أهمية الإصلاحات للسلطة الفلسطينية في إطار خطة سلام أوسع نطاقا بدعم أميركي.

وما يعد أساسيا في هذه المبادرات هو الاعتراف بضرورة أن تعكس الحوكمة طويلة الأمد أصوات الغزاويين ومشاركتهم.

وتبقى المخاوف الإنسانية كالوصول إلى المياه النظيفة والرعاية الصحية والتعليم من الأولويات الملحة إلى جانب جهود تعزيز التمثيل المدني والتنمية الاقتصادية.

وتهدف السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، مع تركيز شركاء دوليين مثل الاتحاد الأوروبي والسعودية على المساءلة والإصلاحات الشفافة.

التمثيل والمشاركة المدنية

ولا تقتصر خطط إعادة الإعمار على إعادة تأهيل البنى التحتية المتضررة، بل تركز أيضا على إعادة بناء المجتمع المدني في غزة ودعم المؤسسات المحلية.

وتهدف برامج تدريبية مخصصة لآلاف ضباط الشرطة وينسقها الاتحاد الأوروبي ودول الجوار، إلى تشكيل قوى أمنية ضمن المجتمع تمثل الغزاويين.

وتؤشر الطروحات المرتبطة بإنشاء قوة استقرار دولية ولجنة فلسطينية من التكنوقراط إلى تحول نحو إدارة محايدة وغير سياسية للحوكمة اليومية.

ومن المتوقع أن يهيئ مجلس السلام الجديد الذي سيكون تحت إشراف الأمم المتحدة، الظروف للتمثيل الديمقراطي والمشاركة المدنية القيّمة.

وفي هذا السياق، تؤكد مجموعات مثل مجموعة مقاتلون من أجل السلام وهي تحالف لمقاتلين سابقين يدعون إلى نبذ العنف على أن الاستقرار المستدام يعتمد على معالجة الأسباب الرئيسية للصراع.

وتسلط هذه المجموعات الضوء على أهمية الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقة الشعبية ومشاركة المواطنين في رسم المستقبل السياسي لغزة.

استقرار طويل الأمد

وسيعتمد السلام في غزة على تمكين مواطنيها بالفرص الاقتصادية ومسارات الانخراط المدني.

وتهدف جهود إعادة الإعمار في الوقت عينه إلى دعم الإغاثة الفورية والتنمية طويلة الأمد لضمان التقدم المستدام.

وفي حين تبقى التحديات قائمة، إلا أن اجتماع الجهات المانحة الأخير ومؤتمر إعادة الإعمار المقبل في مصر يؤشران إلى التزام دولي متزايد بدعم إعادة إحياء غزة.

وبالنسبة للغزاويين، يتمثل الطريق نحو مستقبل مستقر في بناء مؤسسات تعكس طموحاتهم الجماعية وضمان أن تكون الحوكمة شاملة وشفافة ومتجذرة في مشاركة الشعب.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات