مجتمع

صهاريج عدن: تحفة اليمن التاريخية تحصد مكانًا على قائمة التراث المعماري العربي

في حدث هامٍّ للتراث الثقافي اليمني، أُضيفت صهاريج عدن التاريخية إلى قائمة التراث المعماري العربي المرموقة.

سياح يزورون صهاريج الطويلة في مدينة عدن جنوب اليمن في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010. [وكالة الصحافة الفرنسية].
سياح يزورون صهاريج الطويلة في مدينة عدن جنوب اليمن في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010. [وكالة الصحافة الفرنسية].

موقع الفاصل |

في 30 تموز /يوليو، أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن إدراج صهاريج عدن على قائمة التراث المعماري.

يُبرز هذا الاعتراف البراعة الهندسية والأهمية التاريخية للصهاريج، مُسلِّطًا الضوء على مساهمات اليمن في فن العمارة المستدامة والحفاظ على المياه.

تأريخ البناء والغرض منها

ما زلنا لا نعلم على وجه التحديد متى شيدت الصهاريج، ولكن يُخمِّن المؤرخون أنها قد تعود إلى أكثر من ألف عام.

تُرجع بعض المصادر بنائها إلى القرن الخامس عشر، بينما تُشير مصادر أخرى إلى أنها قد تكون أقدم من ذلك.

ولكن الجلي هو الغرض المُراد من بنائها: جمع مياه الأمطار وحماية عدن من الفيضانات المُدمِّرة الناجمة عن الأمطار الغزيرة من الجبال المُحيطة.

كانت صهاريج عدن في أوج ازدهارها تتكون مما يقرب من 50 خزانًا مترابطًا. اما اليوم، فلم يبقَ منها سوى 13 خزانًا، منحوتة في الصخور البركانية ومطلية بجبس مقاوم للماء.

سمح هذا التصميم المعقد للصهاريج بتخزين مياه الأمطار من الجبال، مما ضمن تزويدا ثابتًا بالمياه لسكان عدن خلال مواسم الجفاف.

الاعتراف والتقدير

صرحت هيفاء مكاوي، أستاذة الآثار بجامعة عدن بالقول: "تُعد صهاريج الطويلة من أهم المعالم في اليمن، وهي الآن موقع تراث عربي، وإن شاء الله، موقع تراث عالمي".

ويأتي هذا الاعتراف في وقت حرج، حيث أصبحت مسألة الإدارة المستدامة للمياه ذات أهمية متزايدة، وخاصة في اليمن.

إذ أن الاعتراف لا يُقر فقط بالصهاريج كجزء لا يتجزأ من تاريخ اليمن الثقافي، بل يُحتفي أيضًا بأهميتها وإرثها.

تُقدم الصهاريج مثالاً خالداً على قدرة العمارة على التكيف مع التحديات البيئية، وهو درسٌ يتردد صداه بعمق في عصرنا الحالي الذي يشهد ندرة المياه.

أثار هذا الحدث اهتماماً عالمياً بالموقع، مسلطاً الضوء على لزوم الحفاظ عليه.

معلم سياحي

يُتيح الاعتراف الجديد بالصهاريج فرصة لتعزيز السياحة في اليمن.

من خلال الترويج لهذه الكنوز الثقافية والتراثية، يُمكن لليمن جذب زوار من جميع أنحاء العالم وإنعاش اقتصاده، اذ يشارك حكايته المعمارية الفريدة مع العالم.

يُمثل الصهريج العظيم، وهو أكبر الصهاريج المتبقية، نقطة جذب للزوار.

حيث يقف شامخاً وسط التضاريس البركانية، وتحمل جدرانه المتآكلة آثار الاستخدام على مدى قرون.

تُشكل المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة بالصهاريج خلفيةً أخاذة، مما يجعل الموقع نقطة جذب للمصورين والسياح الراغبين في استكشاف تراث اليمن.

إرثٌ خالد

صهاريج عدن ليست مجرد خزانات؛ إنها تُجسد إبداع المجتمعات اليمنية القديمة وعبقريتها.

تُذكرنا تصاميمها المُعقّدة وأهميتها الاستراتيجية بقدرة العمارة على التكيّف مع الطبيعة وخدمة المجتمعات.

من خلال حماية هذه الكنوز الخالدة، نضمن استمرار قصتها في إلهام الأجيال القادمة وتنويرها.

هل أعجبك هذا المقال؟


سياسة الفاصل بشأن التعليقات

يرجى إدخال الأرقام *