مجتمع
فيروز (جارة القمر)، صوت أثرى الفن العربي والإنساني
فيروز، المطربة اللبنانية الأيقونية، نجمةٌ لامعة في عالم الفن العربي، يتجاوز أثرها العميق الأجيال والحدود.
![المطربة اللبنانية فيروز تحيي حفلاً غنائياً على مسرح بلاتيا في ساحل علما، شمال بيروت، في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2011. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/08/05/51414-lebanon-singer-fairuz-600_384.webp)
فريق عمل الفاصل |
وُلدت فيروز، واسمها عند الولادة نهاد حداد، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1934 او1935 في بيروت، وقد حفرت لنفسها مكانةً فريدةً في قلوب الملايين.
بدأت رحلتها الموسيقية في خمسينيات القرن الماضي، وسرعان ما أصبحت صوت أمة، ممثلةً الثقافة الغنية والتراث الفني للعالم العربي.
بصوتها الساحر وأدائها الآسر، ظلت فيروز رمزًا للأمل والإلهام لعدد لا يُحصى من الفنانين.
مساهمات الفنية
مساهماتها للموسيقى العربية لا تعد ولا تُحصى. مع رصيد فني يضم أكثر من ألف أغنية، تثير موسيقى فيروز مشاعر تتردد صداها بعمق في الروح.
تعاونت مع ملحنين وشعراء مشهورين، بمن فيهم الأخوين رحباني، اللذين لعبا دورًا حاسمًا في تشكيل توجهها الفني.
معًا، أبدعا كلاسيكيات خالدة تتشابك فيها العناصر الموسيقية التقليدية والحديثة.
لقد أعادت فيروز صياغة مشهد الموسيقى العربية بفضل قدرتها على دمج مختلف الأنماط الموسيقية، ممهدة الطريق أمام فناني المستقبل لاستكشاف إبداعاتهم بلا حدود.
إلى جانب عبقريتها الموسيقية، كان لفيروز تأثيرٌ لا يُمحى على المشهد الاجتماعي والسياسي في العالم العربي.
ففي الأوقات العصيبة المتمثلة في الحرب الأهلية اللبنانية، أصبحت أغانيها أناشيد للصمود والتحمل.
كلماتها التي تتحدث عن الحب والحزن والأمل تتردد في وجدان كل من يواجه الشدائد، مانحةً صوتًا لمشاعر غالبًا ما تبقى مكتومة.
تتميز موسيقاها بقدرة ملحوظة على توحيد الناس من مختلف الثقافات والخلفيات، وتعزيز التفاهم والتعاطف.
في عالمٍ منقسم، لا يزال صوت فيروز تذكيرًا بقوة الفن في شفاء القلوب وجمعها.
يمتد تأثير فيروز إلى ما هو أبعد من موسيقاها؛ فقد ألهمت عددًا لا يُحصى من الفنانين والموسيقيين والفنانين.
وقد وضع حضورها الرشيق ونزاهتها الفنية معايير عالية في هذا المجال، مشجعةً المواهب الناشئة على التمسك بجذورها الثقافية والسعي وراء طموحاتها الإبداعية.
يتجلى تقدير الفنانين لفيروز في الأعمال المعاصرة التي تُخلّد إرثها، مُظهرةً تأثيرها الخالد.
الجوائز والأوسمة
حصلت فيروز على العديد من الجوائز والأوسمة خلال مسيرتها الفنية الحافلة، بما في ذلك جوائز من رؤساء دول وتقديرات من منظمات دولية.
من أبرز هذه الجوائز: وسام الشرف من الرئيس اللبناني كميل شمعون (1957)، وسام الأرز من الرئيس اللبناني فؤاد شهاب، ومفتاح مدينة القدس (1968).
كما حصلت على وسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي (1970)، وميدالية الشرف الذهبية من ملك الأردن (1975) ووسام قائد الفنون والآداب من الرئيس الفرنسي (1988).
بالإضافة إلى ذلك، كرمتها العديد من الجهات الأخرى، بما في ذلك أكاديمية الفنون المصرية.
وفي العام 2020، قام، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارتها في منزلها، وقلدها بأرفع وسام في فرنسا "جوقة الشرف" من رتبة فارس.
في الختام، إن تأثير فيروز على الفن العربي عميقٌ وخالٍ من الهموم. وبصفتها رمزًا للجمال والصمود والوحدة، لا يزال إرثها يُلهم الفن والثقافة حتى اليوم.
ويبقى لصوتها قوةً فذة، تُذكرنا بقوة الموسيقى على التغيير والروح الفنية التي توحدنا جميعًا.