مجتمع
دمشق: مدينة راقية وضئيلة الضرائب للمستثمرين الخليجيين ورواد الأعمال
تشهد العاصمة السورية تحولاً رائعاَ، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً.
![صورة لمعرض دمشق الدولي. تميّز الحدث بمشاركة عالمية، وأكثر من 800 شركة تمثل قطاعات متنوعة. [محمد ضاهر/ نور فوتو عبر وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/10/18/52464-afp__20250905__daher-aerialvi250905_npgsx__v1__highres__aerialviewofdamascusinternat-600_384.webp)
موقع الفاصل |
لطالما اشتهرت دمشق بتاريخها العريق وإرثها الثقافي الغني. تشهد المدينة الآن تحولاً ملحوظاً، لترسيخ مكانتها كوجهة أنيقة وضئيلة الضرائب للمستثمرين الخليجيين وكذلك المبدعين.
بمزجها التقاليد العريقة مع الابتكارات الحديثة، تُعيد المدينة تعريف هويتها كمركز عالمي يتداخل فيه الإيمان والفنون والرفاهية.
موجة من الاستثمارات
في صميم تطور دمشق، ثمة استثمارات جديدة مذهلة بقيمة 14 مليار دولار من دول الخليج وشركاء الاتحاد الأوروبي.
تضخ دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر رؤوس الأموال في قطاعات رئيسية كالعقارات، والبنية التحتية، والطاقة، والسياحة.
تُحدث المجمعات السكنية الراقية والفنادق الفاخرة ومراكز التسوق نقلة نوعية في المشهد الحضري. وفي الوقت نفسه، تُعيد الطرق والجسور والمرافق المُرممة ربط المجتمعات ببعضها البعض وتُنعش النسيج الحضري.
إذ أعلن وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، مؤخراً عن 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم خلال منتدى الاستثمار السوري السعودي، بقيمة إجمالية بلغت 6.4 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، وُقّعت اتفاقية طاقة بقيمة 7 مليارات دولار في مايو/أيار مع ائتلاف شركات قطرية وتركية وأمريكية، بهدف إنعاش قطاع الكهرباء في سوريا. ومن المتوقع أن تضمن هذه المبادرة نمواً مستدامًا لسنوات قادمة.
وتساهم الدول الأوروبية أيضاً في نهضة المدينة من خلال إعطاء الأولوية للتنمية المستدامة والاستثمارات القائمة على الخدمات.
إضافةً إلى ذلك، أصبحت دمشق صديقة للمستثمرين من الناحية الضريبية. إذ تقدم المدينة لوائح مُبسّطة وحوافز لجذب رأس المال الأجنبي، مما يخلق بيئة مربحة للشركات التي تبحث عن فرص نمو.
أكد محمد البكور، رئيس جمعية الاقتصاديين السوريين، على أهمية العناية الواجبة لنجاح الاستثمار.
وقال البكور: "لاغتنام هذه الفرصة بنجاح، نحتاج إلى وعي اقتصادي وإدارة رشيدة للموارد". وأضاف: "يجب علينا مواصلة تنفيذ الإصلاحات المالية والمؤسسية التي تدعم دورة الإنتاج وتدفقات الاستثمار."
الفن والثقافة
لا يقتصر هذا التحول على البنية التحتية فحسب، بل يشمل أيضًا خلق جو نابض بالحياة يجذب المبدعين ورواد الأعمال وأصحاب الرؤى من جميع أنحاء العالم. يتجلى مزيج المدينة الفريد من الإيمان والفن والفخامة في شوارعها المفعمة بالحياة، حيث تزدهر المعارض المتنقلة والمقاهي التي تقدم مزيجًا من الفنون واستراحات صديقة للبيئة.
تُعد أيضا هذه المساحات حاضنات للابتكار، وتعزز التعاون بين الفنانين المحليين والمستثمرين الدوليين. يظل التراث الروحي العريق للمدينة، المتجسد في مساجدها وكنائسها القديمة، وركن الزاوية في هويتها.
ومع ذلك، إلى جانب هذه الرموز الروحانية، تتبنى دمشق الحداثة من خلال تعبيرات فنية كبيرة وتجارب راقية تلبي احتياجات الجمهور العالمي.
إن اندماج التقاليد والإبداع المعاصر يحولها إلى منارة ثقافية، تجذب المستثمرين الخليجيين ورواد الأعمال الراغبين في المشاركة في نهضة المدينة.
بأجوائها النابضة بالحياة، واستثماراتها الاستراتيجية، ومزيجها الثقافي الفريد، تستعد دمشق لأن تصبح وجهةً رائدة تلهم رواد الأعمال وتجذب المستثمرين العالميين.
يراقب العالم المدينة وهي تتبنى هويتها الجديدة، مُثبتةً أنه حتى بعد كل هذه الشدائد، يُمكن بناء مستقبلٍ أكثر إشراقًا.