إرهاب

أهالي جنوب لبنان يكسرون الصمت حيال تكتيكات حزب الله العسكرية المدمرة

قال سكان محليون إن منشآت الصواريخ التي أقامها الحزب بالقرب من المنازل أدت إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، علما أن الخشية من الانتقام تجعل الكثيرين منهم يلتزمون الصمت.

مقاتلو حزب الله يقفون بالقرب من قاذفة صواريخ متعددة في عرمتى يوم 21 أيار/مايو 2023. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]
مقاتلو حزب الله يقفون بالقرب من قاذفة صواريخ متعددة في عرمتى يوم 21 أيار/مايو 2023. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

نهاد طوباليان |

بيروت ـ ترتفع أكثر فأكثر الأصوات المطالبة بمحاسبة حزب الله في جنوب لبنان على الدمار واسع النطاق الذي لحق بالمنازل، مع إشارة الكثيرين إلى تجاهل الحزب لأرواح المدنيين.

وقال عضو حركة أمل أيمن عاصي في مقطع فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي "نطالب أي مسؤول في حزب الله بالتقدم والاعتراف بجميع أخطائهم الفادحة ومحاسبتهم على أكبرها وهي وضع منصات إطلاق صواريخ بين منازلنا في الجنوب".

وقال في مقطع الفيديو إن قرار الحزب بوضع منصات إطلاق الصواريخ في المناطق السكنية "أدى إلى استشهاد مئات المدنيين الأبرياء".

ومن جهته، قال محمد وهو من سكان قرية الدوير الجنوبية وحجب اسمه الكامل خوفا على سلامته "لم اتوقع أن تكون بيوت الدوير مدمرة بالكامل".

تم العثور على مخابئ صواريخ وأسلحة في حي سكني في رياق. [حساب ريموند حكيم على موقع إكس]
تم العثور على مخابئ صواريخ وأسلحة في حي سكني في رياق. [حساب ريموند حكيم على موقع إكس]

وتابع للفاصل "كان المشهد مرعبا. عرفت كما أهالي البلدة أن حزب الله نصب راجمات صواريخ بالأحياء السكنية وحوّل البيوت لمستودعات تخزين الصواريخ".

ولفت محمد إلى أن قريبة له في بلدة كفررمان المجاورة غير قادرة حتى الآن على تفقد بيتها بسبب راجمة موجودة بالقرب منه.

وكشف "يشكو همسا سكان الزرارية والبيسارية والعاقبية والصرفند بأن بيوتهم تدمرت بسبب راجمات الصواريخ المنصوبة بين البيوت".

وأضاف "خسارتنا كبيرة جدا. نعرف تمام المعرفة أن حزب الله تسبب بها. حين نتحرر منه سنحاسبه".

أسلحة مخفية وأضرار ظاهرة للعيان

وقالت إحدى المعارضات للحزب من عائلة شيعية بارزة طلبت عدم الكشف عن هويتها إن "هيبة حزب الله وإن ضعفت تجسم على قلوب الجنوبيين الذين دفعوا الثمن مع دمار بيوتهم وقراهم".

وأوضحت للفاصل أن "الناس يخشون أن تؤدي مطالبتهم بالمحاسبة إلى حرمانهم من التعويضات المالية عن أضرار الحرب، إذ يتحكم حزب الله بهذه الدفعات".

وأردف أن مقاتلي حزب الله اختبأوا في المنازل بعد النزوح الجماعي للمدنيين وتركوا منصات إطلاق الصواريخ مكشوفة في الساحات أمام طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.

وتابعت أن سوق النبطية التاريخي دمر بالكامل لوجود منصات إطلاق صواريخ مكشوفة للطائرات الإسرائيلية، في حين قام الحزب بتركيب منصات في الحدائق وبساتين الزيتون بعد فرار السكان.

وكشفت المعارِضة للحزب أنه "حين عاد أهالي بلدة عربصاليم، وجدوا صواريخ ضخمة ببيوتهم فكّكها الجيش اللبناني".

وأضافت "أما الدمار الهائل بالحي الغربي بكفررمان، فكان سببه راجمة صواريخ بين البيوت".

وقد عثر الجيش اللبناني على مخابئ أسلحة وصواريخ مخفية بين منازل المدنيين وتحت القبور في بلدة رياق البقاعية، بحسب ما قاله الناشط السياسي ريموند حكيم في منشور على موقع إكس يوم 12 آذار/مارس.

وكتب مخاطبا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "حتى في مقابرنا يا شيخ نعيم! هل تعلم لو انفجرت ماذا كان حصل بالمدينة؟".

هل أعجبك هذا المقال؟