إرهاب
عمليات داعش الإلكترونية معرضة لاستهداف المراقبة التكنولوجية العالمية المتطورة
تتعرض قدرة التنظيم المتطرف على تنفيذ عملياته سرًا عبر الإنترنت للاستهداف بشكل متزايد بسبب أدوات المراقبة الرقمية المتطورة.
![قوى الأمن اللبنانية تصادر حواسيب أثناء مداهمات طالت مؤسسات مصرفية وشركات مالية في بيروت بتاريخ 8 آذار/مارس 2017 في إطار تحقيق بقضية حوالات نقدية إلى داعش. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]](/gc1/images/2025/03/13/49534-isis-finance-leb-600_384.webp)
سماح عبد الفتاح |
تتعرض شبكات التجنيد والتخطيط وجمع التبرعات التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بشكل متزايد للانكشاف مع تحسين وكالات الاستخبارات الدولية وسائل التواصل الاجتماعي التابعة لها ومراقبة الاتصالات المشفرة.
وأكد خبراء بمجال مكافحة الإرهاب أن هذا جعل التنظيم المتطرف في حالة أكثر ضعفا.
وذكر الخبير في الجماعات المتطرفة يحيى محمد علي لموقع الفاصل أن أجهزة الأمن في دول متعددة تعتمد على التبادل الاستخباري المحسن لتفكيك الشبكات الإرهابية العالمية.
وأضاف أنه في حالة تنظيم داعش، "جعل نجاحه في استقطاب مجنديه من العديد من الجنسيات التعاون بين الأجهزة الأمنية أمرا ضروريا".
![عبد الستار أحمد حسن اتُهم بمحاولة تقديم الدعم المادي لتنظيم داعش. [مكتب المدعي العام للولايات المتحدة في ولاية مينيسوتا]](/gc1/images/2025/03/13/49436-Abdisatar-Ahmed-Hassan-600_384.webp)
وقال إن هذا التعاون أدى إلى نتائج إيجابية "من خلال التتبع الفعال للعناصر الموجودين أصلا والمجندين الجدد".
ولفت إلى أن الوكالات الأميركية تقود هذه الجهود باستخدام قواعد بيانات تم تجميعها أثناء مراقبتها للجماعات الإرهابية على مدى سنوات طويلة.
وتوسعت قدرات المراقبة اليوم عبر منصات متعددة من مواقع التواصل الاجتماعي إلى تطبيقات المراسلة المشفرة التي كانت داعش تعتبرها سابقا ملاذا آمنا لاتصالاتها وجهودها في التجنيد.
وأوضح الخبراء أن أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة باتت تمسح ملايين منشورات واتصالات مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم، فتحدد أنشطة داعش المحتملة عبر ميزة التعرف على الأنماط والتحليل السلوكي.
وأدى هذا النوع من المراقبة إلى اعتقال عبد الستار أحمد حسن في 27 شباط/فبراير، وهو مواطن صومالي-أميركي اتُهم بمحاولة توفير الدعم المادي لداعش.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن حسن حاول السفر مرتين من الولايات المتحدة إلى الصومال، متسترا على نواياه الحقيقية خلف مزاعم عن زيارات عائلية رغم عدم وجود أي أقارب له هناك.
وذكر مسؤولون أن المحققين وجدوا أدلة كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي عن دعمه للتنظيم، ولا سيما اتصالات مع وسيلة إعلامية لداعش وفيديوهات يظهر فيها وهو يحمل علم داعش أثناء القيادة والتلويح بسكين.
وأوضح علي أن "قضية حسن تؤكد أن تنظيم داعش أصبح بين فكي الكماشة فعلا ولا قدرة له على التجنيد أو إعادة الانتشار".
لا ملاذ آمن
وفي هذا السياق، قال مازن زكي مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث الميدانية إنه لم يبق من فلول داعش إلا من يحاولون الحصول على الدعم المالي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات المشفرة.
وذكر للفاصل أنه "بسبب الخسائر التي تلقاها التنظيم على الأرض في العراق وسوريا وبعض الدول الإفريقية تحولت أنشطته إلى حد كبير إلى الساحة الإلكترونية، ولكن حتى هناك باتت المواقع الآمنة له محصورة".
هذا وتوحدت والوكالات الأمنية وعلماء الدين لإلحاق الهزيمة بداعش على ساحته القتالية الرقمية السابقة وذلك عبر الترويج لتعاليم الإسلام الأصيلة.
وفي هذه الأثناء، يتم القضاء بصورة منهجية على قيادة التنظيم من خلال استراتيجية ذات شقين تدمر قدرة داعش على التجنيد والاستمرار.
وقال زكي "في ظل التعاون الأمني الدولي، أصبح التنظيم في أصعب أوقاته منذ ظهوره وإن العد العكسي لإنهاء وجوده أصبح حقيقة".